الصف السادسحلوللغة عربية

حل اسئلة درس مدرستي الاولى لمادة اللغة العربية لغتي الجميلة للصف السادس الفصل الدراسي الاول

اجابات وحل اسئلة درس مدرستي الاولى لمادة اللغة العربية لغتي الجميلة للصف السادس الفصل الدراسي الاول لمنهج سلطنة عمان

النص

كانت أوّل مدرسة تعلمتُ فيها أهم دروسي في الحياة بيتي، وقد بنى أبي – بعد أن تحسنت حاله – بينا مُستقلا في الحارة التي يَسْكُنُها هو وأخوه، يتكوّن من دورين غير الأرضي، ففي الدور الأرضي مجلس للضيوف وكلُّ دورٍ بِهِ ثَلاثُ غُرَفٍ وتوابعها.

كان طابع البيت البساطة والنظافة؛ فأثات أكثر الحجر حصير فرشت عليه سجادة، وإذا كانَتْ حُجْرَةً نوم رأيت في ركن من أركانها مناما ولحافًا ومخدَّةً، تُطوى في الصباح وتُبسط في المساء؛ فلم نكن نستخدم الأسرة، وأدوات المطبخ في غاية البساطة… وهكذا، ولو أردنا أن ننتقل لكفتنا غرَبَةً كبيرةً لنقل الأثاث، أما أكثر ما في البيت وأثمنه وما يَشْغَلُ أكبر حيز فيه فهي الكتب ؛ حيث المجلس مملوء دواليب صفقت فيها الكتب، وحُجْرَة أبي مملوءة بالكتب، وحُجْرَةٌ في الدور الأول مُلفت كذلك بالكتب.

وكان أبي مولعا بالكتب في مختلف العلوم؛ في الفقه والتفسير والحديث واللغة والتاريخ والأدب والنحو والصرف والبلاغة، وإذا كان الكتاب مطبوعًا طبعتين، لم يرتح حتى يقتني الطبعتين، وقد مكنه عمله مصححًا في المطبعة الأميرية أن يقتني كثيرًا مما طُبع فيها، وكانتْ هذه المكتبة أكبر متعة لي حين استطعتُ الاستفادة منها، وقد احتفظت بخيرها نواة لمكتبتي التي أعتز بها، وأمضي الساعات فيها كل يوم إلى الآن.

في حجرة في هذا البيت ولذتُ، وكانتْ ولادتي في الساعة الخامسة صباحًا من أول أكتوبر سنة (1886م) ، وكُنتُ رابع ولد ولد، وكان بيتنا محكوما بالرعاية الأبوية، فالأب وحده موجه زمام أموره؛ فلا يغيب الأولاد عن البيت بعد الغروب خوفًا من عتابه، وماليه الأسرة كلها في يده يصرف منها كلّ يومٍ فيما يصلُحُ ويُفيد، يشعُرُ شعورًا قويًا بواجبه نحو تعليم أولاده؛ فهو يعلّمُهم بنفسه، ويُشرف على تعليمهم في مدارسهم، سواء في ذلك أبناؤه وبناته، ويُتعب في ذلك نفسه تعبا لا حد له، حتى إنه قد يكون مريضًا فلا يأبه بمرضه، ويتكئ على نفسه ليلقي علينا درسه، يرحمنا ولكنهُ يُخفي رحمته ويُظهرُ صرامته؛ وتتجلى هذه الرّحمة في المرض إذا أصاب أحدنا، وفي الغيبة إذا عَرَضَتْ لأحد منا… وما إن تقدم بي العمر حتى رأيتُ البيتَ تَوْخِذُ فيه الأصوات ويستشارُ فيه الصغير والكبير.

وقد كان لنا جدة – هي أم أمنا – طيبة القلب متدينة ؛ يضيء وجهها نورا، تزورنا من حينٍ لآخر، وتبيتُ عندنا فنفرح بلقائها وحسن حديثها، وكانت تعرف من القصص الشعبية – الريفية منها والحضرية – الشيء الكثير الذي لا يفْرَعُ، فتتحلّق حولها ونسمع حكاياتها، وما نزال كذلك حتى يغلبنا النوم، وهى قصص مفرحة أحيانًا محزنة أحيانًا أخرى، منها ما يدور حول مغامرات الأجداد والملوك والعظماء، وتتخلل هذه القصص الأمثال الشعبية اللطيفة، والجمل التي يتركز فيها مغزى القصة.

ولكن كان بيتنا على الغالب جدًا لا هزل فيه، متحفّظا ليسَ فِيهِ ضَحِك كثيرٌ ولا مَرَحٌ كثيرٌ، ويغمر البيت الشعور الديني، فأبي يؤدي الصلوات في أوقاتها، ويُكثر من قراءةِ القُرآنِ صباحًا ومساءً، ويصحو مع الفجر ليُصلّي ويبتهل، ويُكثر من قراءة التفسير والحديث، ويحكي حكايات الصالحين وأعمالهم وعبادتهم، ويؤدّي الزكاةَ ويؤثر بها أقرباءه، ويُحجُّ وتَحْجُ أمي معه، ثم هو يُربي أولاده تربية دينية؛ فيوقظهم في الفجر ليصلوا، ويُراقبهم في أوقات الصلاة الأخرى، ويسائلهم متى صلوا وأين صلوا، وكلنا يحتفل برمضان ويصومه؛ وعلى الجملة فأنتَ إذا فتحت باب بيتنا شممت منه رائحة الدين ساطعة زاكية.

كان هذا البيت أهم مدرسة تكوّنَتْ فيها عناصر جسمي وخُلقي، ثمَّ إِنَّ كل خصائص البيت التي ذكرتها انعكست في طبيعتي، وكونتْ أهم مميزات شخصيتي، فَإِنْ رَأَيْتَ في إفراطًا في جانب الجد وتفريطا في جانب المرح، أو رأيت صبرًا على العمل وتحمل المشقات، فاعلم أن ذلك كله صدى لتعليم البيت ومبادئه، وإن رأيت دينًا يَسْكُنُ في أعماق قلبي، وإيمانًا بالله لا تزلزلة الشكوك، وإن رأيت بساطتي في العيش وكراهتي الشديدة لكلّ تكلّفٍ وتصنع في اساليب الحياة، فمرجعه إلى تعاليم أبي وما شاهدته في بيتي.

شاهد ايضا

حل اسئلة درس صور من قريتي لمادة اللغة العربية لغتي الجميلة للصف السادس الفصل الدراسي الاول

الموضوع: حل اسئلة درس مدرستي الاولى لمادة اللغة العربية لغتي الجميلة للصف السادس الفصل الدراسي الاول

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Alert: Content is protected !!