شرح وملخص درس بطلان صغيران لمادة اللغة العربية للصف السادس الفصل الدراسي الثاني المنهج العماني

شرح وملخص درس بطلان صغيران لمادة اللغة العربية للصف السادس الفصل الدراسي الثاني المنهج العماني
نص الدرس
بطلان صغيران
بينما كنّا نتجوّلُ بالسيّارةِ في أحدِ أطرافٍ مدينةِ “فيرونا”، تلكَ المدينةُ القديمةُ بشمالٍ إيطالیا، استوقفَنا طفلانِ. وبعثَ فينا منظرُ وجهيهِما الصغيرينِ بجلدِهما المُحمرِّ من أثَّرِ الشمسٍ، وشَعرِهما الغزيرِ، وعيونِهما الداكنةِ الجادّةِ رغبةً شديدةً للوقوفِ معهما قليلاً، وتحدَّثَ معهُما رفيقي فعرفْنا أنّهما أخوانٍ؛ الكبيرُ اسمُه (نيقولا) وعمرُه ثلاثَ عشرةً سنةً، والَصغيرُ يُدعى (يعقوبَ)، وكانَ عمرُه اثنتي عشرةً سنةً. وقد أهديانا سلَّةٌ من التوتِ البرّيَّ قبلَ أن ننطلِقَ في طريقِنا نحوَ “فيرونا”.
في صباحِ اليومِ الثَّاني خرجُنا منِ الفندقِ، وعندَ النبعِ الذي في السّاحةِ الرَّئيسةِ، رأينا الطَّفلينِ، تقدّمنا نحوَهُما، فحيّانا كلُّ منهما بابتسامةٍ ودَيّةٍ، فقلتُ لهما: ماذا تفعلان هنا؟”.
أجاب (نيقولا) بلهجة جادّةٍ: “إنّنا نؤدِّي أعمالًا كثيرةً نافعةً، ومنها تعريفُ السُّيَّاحِ بمدينتِنا”.
فابتسمتُ مغتبطًا، وقلتُ: “إذن، هيّا عرَّفانا بالمدينةِ”. وفي أثناءِ تَجوالِنا معهُما في ذلكَ النَّهارِ، أدهشتني طريقتُهُما في مرافقةِ السُّيّاحِ. لقد كانا طفلينٍ ولكنّهما كانا على قدرٍ عظيم من الذِّكاءِ، وكان (يعقوبُ) شديدَ الحيويةِ كالسنجابِ، أمّا (نيقولا) فكانت لا تفارقُه الابتسامةُ.
وإلى جانبِ ذلكَ كانَ في وجهيهِما الصغيرينِ من الجدِّ والحزمِ ما يدعو إلى احترامِهما.
وكانَ أكثرَ ما يُدهشنُي منهما رغبتُهما الَّتي لا تعرِفُ المللَ في تقديمِ خِدماتٍ كثيرةٍ لكلِّ مَنْ يحتائج إليها بِهمَّةٍ ونشاطٍ وسرورٍ.
ذاتَ يومِ التقيتُهما عندَ النبعِ كالعادةِ، فقلتُ لهما:
- سنغادرُ المدينةَ يومَ الإثنينِ المقبلِ … فهل أستطيعُ أن أُقَدِّمَ لكما أيَّ معونةٍ قبلَ ذلك؟
فهزَّ (نيقولا) رأسَه نفيًا، أمّا (يعقوبُ) فتفتّحَ مِنْخراهُ فجأةً وقالَ بصوتِه الصغيرِ الرفيعِ:
إنّنا نذهبُ نهايةَ الأسبوعِ لزيارةِ قريةٍ على يُعدِ بضعَةٍ كيلو متراتٍ من هنا، ومن عادتِنا أنْ
نقطعَهَا مشيًا أو على درّاجتينٍ. أمَّا هذه المرَّةُ فما دُمتَ تبدِي هذا العطفَ الكريمَ علينا، فهل
تتفضّلُ غدًا باصطحابِنا في سيّارتِك إلى هناكَ؟
وسادَ صمتٌ قصيرٌ، ونظرَ (نيقولا) إلى أخيه نظرةً عتابٍ … ثمّ قالَ: “لا نريدُ أنْ نزعِجَك
سيّدي”. قلتُ: “ليسَ في ذلك أيُّ إزعاجٍ لي”.
في أصيلِ اليومِ التالي ركِبنا السيّارةَ إلى القريةِ السَّاحرةِ، القابعةِ على كتفِ الجبلِ وسطَ غاباتِ
الكستناءِ الجميلةِ وأشجارِ الصنوبَرِ، ومن تحتِها تترامى بُحيرةُ (جاردا) بزُرقتِها الفسيحةِ الصَّافيةِ.
كنتُ أظنُّ أَننا سنتوقّفُ عندَ كوخٍ بسيطِ، إلّا أنَ صوتَ يعقوبَ قادني إلى بناية فخمةٍ محاطةٍ يسورٍ عالٍ
من الحجرِ الجميلِ، فلمْ أصدّقٌ عيني، وقبلَ أنْ أفيقَ من دهشتي كان الطّفلانِ قد قفزا من السيَّارةِ بخفّةٍ
وقال أَحدُهما: - لنْ نغيبَ أكثرَ من ساعةٍ واحدةٍ يا سيدي، وفي وِسعِكَ أن تتناولَ شيئًا في المطعمِ المجاورِ ريثَما نعودُ.
وبسرعةٍ تواريا داخلَ السورِ، فانتظرتُ قليلًا، ثمّ مضيتُ في إثْرِهِما حتّى وصلتُ إلى البابِ،
وهناكَ قرعتُ الجرسَ من غيرِ تردُّدٍ، فَفَتَحَتْ لي امرأةٌ لطيفةٌ بلباسِ التمريضِ الأبيض، وعلى
عينيها نظارتانِ معدنیتانِ، فقلتُ:
- كنتُ منذُ لحظاتٍ أرافقُ طفلينِ دخلا هنا.
فأَشرقَ وجهُ المرأةِ بالرِّضا: “آه إنَّهما (نيقولا ويعقوبُ)، تفضلْ، ادخلْ”. وسارَتْ أمامي في
المستشفى، حتى انتهينا إلى عتبةٍ إحدى الغرفِ، وقدْ وَضَعَت إِصْبَعَها على فمِها، ودعَتْني إلى
أنْ أنظرَ من وراءِ البابِ الزجاجيَّ.
كان الطَّفلان جالسَيْن مع بنتٍ تكبرُهما بقليلٍ تستمعُ إلى ثرثرتِهما المرحةِ بغبطةٍ وحنانٍ.
كانتْ سعيدةً إلاّا أنّ التعبَ والإجهادَ كانا باديَيْنِ عليها من أثرِ المرضِ، ومن يراها بين الطَّفلينِ لا
يشْكُ في أنَهم إخوةٌ.
سَألتني الممرّضةُ: “ألا تريدُ أن تدخلَ؟ إنّ (لوشيا) ستُسَرُّ كثيرًا برؤيتِك”. فهززتُ رأسي
رافضًا، وهممتُ بالعودةِ لأنّني لم أشأْ أن أُنعّصَ على الإخوةِ اجتماعَهم الأُسريِّ السَّعيدَ. ولكننّي
توقّفتُ ورجوتُ الممرّضةَ أن تحدّثَني بما تعرِفُه عن الطَّفلينِ، فوافَقت على طلبي. وذكرَت لي
أنّهم ليسَ لهم في هذه الدنيا بعد وفاةٍ والدِهم سوى أختِهما (لوشيا)، وقد كانوا يعيشونَ حياةٌ
كريمةً، ويذهبونَ إلى المدرسةِ، إلا أنّ أحوالهَم تبدّلت. وقد مرِضَت (لوشيا) ودخلتْ إلى هذا
المستشفى، وأخواها (نيقولا ويعقوبُ) يزورانِها، ويحملانِ إليها الكتبَ والجرائدَ والأزهارَ
والفواكِة. سكتتْ الممرّضةُ لتمسحَ دموعَها، ثمَّ استأنفتْ حديثَها بنبرةٍ حاسمةٍ: “لا أعرفُ
في هذه المدينةِ أخوين بمثلِ هذه الشهامةِ”. فقلت توًّا: “حقًّا إنّهما بطلانِ صغيرانٍ”. تَرَكْتُ
الممرّضةَ ومضيتُ إلى السيّارةِ أنتظرُ حتّى عادَ الطَّفلانِ ورجِعا معي إلى المدينةِ. - بطلان صغيران –
أرشيبالد كرونين، ترجمة: عيسى الناعوري
مجلة “العربى.
ملخص النص:
النص يروي قصة طفلين شقيقين، “نيقولا” و”يعقوب”، اللذين يعيشان في مدينة “فيرونا” الإيطالية. الطفلان فقدا والدهما وتوليا رعاية أختهما المريضة “لوشيا”، التي تقيم في مستشفى بالقرب من قرية جبلية. على الرغم من صغر سنهم (13 و12 سنة)، يظهر الطفلان شجاعة وإصرارًا في مواجهة المسؤوليات الكبيرة. يتم تقديمهما كشخصيتين نموذجيتين في الشهامة والتضحية، حيث يكرسان وقتهما وجهودهما لرعاية أختهما ومساعدة السياح في المدينة. القصة تحمل رسالة عميقة عن الأخوة، الحب، والتضحية.
شرح النص وأهميته:
- رسالة القصة:
النص يعكس أهمية الأخوة والتضحية من أجل الأسرة. كما يبرز دور الأطفال في تحمل المسؤوليات رغم صغر سنهم. - أهمية الشخصيات:
- نيقولا ويعقوب: يمثلان التضحية والإيثار.
- لوشيا: الأخت المريضة التي تعتمد على إخوتها.
- القيم المستفادة:
- أهمية الحب والتعاون بين أفراد الأسرة.
- القدرة على تحمل المسؤوليات رغم الصعوبات.
- التضحية من أجل الآخرين.
شرح معاني الكلمات:
- فيرونا: مدينة إيطالية قديمة تشتهر بتاريخها وآثارها.
- التوت البري: نوع من الفاكهة الصغيرة ذات الطعم الحامض.
- النبع: مصدر للماء يتدفق من الأرض.
- السنجاب: حيوان صغير نشيط يعيش في الغابات.
- الكستناء: نوع من الأشجار ينتج ثمارًا صالحة للأكل.
- الصنوبر: نوع من الأشجار دائمة الخضرة.
- الزُّرقة: اللون الأزرق.
- الشهامة: الكرم والجود مع الآخرين.
- الإزعاج: الإثارة أو التسبب في عدم الراحة.
- الترامى: الانتشار أو التمدد.
- الجرائد: الصحف اليومية.
- الشهامة: الشجاعة والمروءة.
- الترحيب: الاستقبال بفرح وود.
- الإيثار: تقديم مصلحة الآخرين على النفس.
- المرض: الحالة الصحية السيئة.
40 سؤالًا عن النص:
أسئلة حول الشخصيات:
- من هما الطفلان الرئيسيان في القصة؟
- نيقولا ويعقوب.
- كم عمر نيقولا؟
- ثلاث عشرة سنة.
- كم عمر يعقوب؟
- اثنتا عشرة سنة.
- من هي لوشيا؟
- أختهما الكبرى المريضة.
- كيف كانا الطفلان يتعاملان مع السياح؟
- كانا يقدمان خدمات للتعريف بالمدينة.
- كيف كانت شخصية نيقولا؟
- جدية، ذكية، ودائمة الابتسامة.
- كيف كانت شخصية يعقوب؟
- نشيط كالسنجاب ومليء بالحيوية.
- لماذا كان الطفلان يزوران القرية؟
- لزيارة أختهما المريضة لوشيا.
- ما هي العلاقة بين الطفلين ولوشيا؟
- علاقة أخوة مليئة بالحب والاهتمام.
- كيف كان الطفلان يعالجان المسؤوليات؟
- بشجاعة وإصرار رغم صغر سنهم.
أسئلة حول الأحداث:
- أين التقى الكاتب بالطفلين لأول مرة؟
- عند أحد أطراف مدينة فيرونا.
- ماذا قدما الطفلان للكاتب كهدية؟
- سلة من التوت البري.
- أين التقى الكاتب بالطفلين مرة أخرى؟
- عند النبع في الساحة الرئيسية.
- ماذا طلب الطفلان من الكاتب؟
- أن يصطحبهما إلى القرية بالسيارة.
- كيف كان رد فعل نيقولا عندما طلب يعقوب المساعدة؟
- نظر إليه بنظرة عتاب.
- إلى أين ذهبوا في السيارة؟
- إلى قرية قريبة من الجبل.
- ماذا كان الطفلان يحملان لأختهما لوشيا؟
- الكتب، الجرائد، الأزهار، والفواكه.
- أين كانت لوشيا تقيم؟
- في مستشفى داخل بناية فخمة.
- كيف كانت حالة لوشيا الصحية؟
- متعبة ومريضة لكنها كانت سعيدة برؤية إخوتها.
- لماذا لم يدخل الكاتب إلى الغرفة؟
- لأنه لم يرد أن يعكر صفو اجتماعهم العائلي.
أسئلة حول الرسائل والأفكار:
- ما هي الرسالة الرئيسية للقصة؟
- أهمية الأخوة والتضحية من أجل الأسرة.
- كيف عكس الكاتب قيمة الإيثار؟
- من خلال تضحية الطفلين بوقتهما وجهدهما لرعاية أختهما.
- ما الذي يعلمنا إياه الطفلان؟
- أن المسؤولية يمكن تحملها بروح إيجابية.
- كيف كانت العلاقة بين الطفلين ولوشيا؟
- علاقة مليئة بالحب والاهتمام.
- ما الدرس الذي يمكن أن نتعلمه من القصة؟
- أهمية التعاون والدعم العائلي.
- كيف أثرت القصة على مشاعرك؟
- تثير الإعجاب والاحترام نحو الطفلين.
- ما الذي يجعل الطفلين أبطالاً؟
- شهامتهما وتضحيتهما رغم صغر سنهم.
- كيف كان الطفلان يتعاملان مع المسؤوليات؟
- بشجاعة وإصرار.
- ما الذي يعكسه زيارة الطفلين للمستشفى؟
- حبهم العميق لأختهم وحرصهم على راحتها.
- كيف كانت لغة الحوار بين الكاتب والطفلين؟
- ودودة ومحترمة.
أسئلة حول الأسلوب واللغة:
- كيف استخدم الكاتب الوصف في النص؟
- وصف الطفلين والطبيعة بشكل دقيق وجذاب.
- ما هي الصور البيانية في النص؟
- تشبيه يعقوب بالسنجاب.
- كيف عبر الكاتب عن مشاعر الطفلين؟
- باستخدام كلمات مثل “الجد”، “الحزم”.
- ما هي الكلمات التي تعبر عن الحب في النص؟
- “الأخوة”، “العناية”، “الحنان”.
- كيف استخدم الكاتب الحوار؟
- لتعزيز العلاقة بين الشخصيات.
- ما هو دور الطبيعة في النص؟
- خلفية جميلة تعكس الجو العام للقصة.
- كيف وصف الكاتب لوكشيا؟
- مريضة لكنها سعيدة بوجود إخوتها.
- ما هي الكلمات التي تعبر عن التضحية؟
- “الشهامة”، “الإيثار”، “المسؤولية”.
- كيف كان الكاتب يشعر تجاه الطفلين؟
- إعجاب وتقدير كبير لهما.
- ما هي الرسالة النهائية للقصة؟
- أهمية الحب والتضحية في الحياة.
الخلاصة:
النص يعكس قيم الأخوة والتضحية من خلال قصة الطفلين “نيقولا” و”يعقوب”، اللذين يتحملان مسؤوليات كبيرة لرعاية أختهما المريضة “لوشيا”. القصة تعلمنا أن الحب والتعاون بين أفراد الأسرة يمكن أن يتجاوز كل الصعوبات، وأن الأطفال يمكن أن يكونوا أبطالًا حقيقيين بتصرفاتهم النبيلة.
شاهد ايضا
حل اسئلة درس بطلان صغيران لمادة اللغة العربية للصف السادس الفصل الدراسي الثاني
الرابط المختصر للمقال: https://zadelm.com/?p=31098