الزخرفة الاسلامية

استعملت الزخارف في جميع الحضارات التي ظهرت منذ العصر الحجري إلى يومنا هذا، حيث أخذت تلك الزخارف في ظل الحضارة الإسلامية أهمية خاصة فأصبحت العنصر الرئيسي الذي يغطي مساحات كبيرة من نتاجات مجالات :الفنون الإسلامية، حيث تنوعت عناصر الفن الإسلامي، ومن أهم تلك العناصر:

أ) الزخارف النباتية

  حور الفنان المسلم العناصر النباتية من الطبيعة، فاستخدم أغصان وسيقان أوراق النباتات لتكوین زخارف امتازت بالتكرار والتقابل والتناظر، فظهرت الزخارف النباتية مجردة بشكل كلي لم يبقى منها إلا خطوطا منحنية متتابعة أطلق عليها حديثا مصطلح فن الأرابيسك  أو الرقش العربي، وهي عبارة عن زخارف مكونة من فروع نباتية و أغصان منثنية متشابكة ومتتابعة فيها رسوم محورة عن الطبيعة ترمز إلى الوریقات والزهور، ولقد نفذ هذا النوع من الزخارف على أعمال فنون الخزف والنسيج والفسيفساء والفنون التطبيقية الأخرى. 

ب) الزخارف الهندسية

تعتبر الزخارف الهندسية عنصرا أساسيا من عناصر الزخرفة الإسلامية التي تغطي مساحات كبيرة للمساجد والعمائرالمختلفة. وتتألف الوحدات الهندسية من المثلث والأشكال السداسية، والمعين، والدوائر المتماسة، والمتداخلة، والمتجاورة، والخطوط المنكسرة، والمتشابكة، والأشكال الهندسية البسيطة كالمربع والمثلث والمعين والسداسي، ومن أشهر أنواع الزخارف الهندسية التي اشتهرت في الفن الإسلامي رسوم بعضها إلى جوار بعض بحيث يتألف منها شبه طبق يتوسطه شکل هندسي نجمي، حيث امتاز العصر العباسي بزخارف »الأطباق النجمية« البسيطة التي ظهرت في عمارة العاصمة العباسية سامراء، وظهرت أيضا في العصر الأموي في نوافذ الجامع الأموي بدمشق، ثم في العصر الفاطمي.

ومن الزخارف الهندسية أيضا أشكال المقرصنات وهي زخارف هندسية معمارية تشبه خلايا النحل تهدف إلى تخفيف حدة الزوايا، استعملت في تجميل المباني الإسلامية المساجد والمأذن والقباب والأسقف الخشبية والأعمدة. 

ج) الزخارف الكتابية

عمد الفنان المسلم إلى إدخال عنصر الخط العربي وتوظيفه كمادة تشكيلية، فلم يعد الخط وسيلة ل لتدوين ولتألیف الكتب والمخطوطات والوثائق ومصادر الثقافة عبر العصور، بل أصبح وسيلة ل لتمازج بينه وبين الفنون الإسلامية المختلفة التي اعتمدت على النصوص والكتابات الخطية و التي ظهرت جمالياتها على القصور والمساجد والمدارس،و الحوائط و الأسقف التي ازدانت بالآيات القرآنية والشعارات الإسلامية المكتوبة بخط جميل وكذلك على المعلقات والقناديل والأواني الفخارية والنحاسية والبرونزية، وعلى الصناديق والأبواب الخشبية والمقابض التحاسية والعملات الذهبية والأسلحة بأنواعها (السيوف، والدروع، والسهام، والرماح) ويعتبر “الخط الكوفي” من أقدم الزخارف الكتابية وأكثرها استخداما، ومن أنواعه: الهندسي، والمزخرف، والمشجر، وظهر ذلك في إفريز قبة الصخرة التي بنيت في العصر الأموي من الداخل. كما استخدمت خطوطا أخرى منها: “النسخ” . و”الديواني”، و”الثلث”، وغيرها.

التماثل في الزخرفة الإسلامية

تعد دت الطرق والأساليب التي اتبعها الفنان المسلم في رسم الوحدات الزخرفية الإسلامية ومنها “التماثل”: وهو الخط الذي ينقسم عنده الشكل إلى نصفين متطابقين، فنقول عن شکل واحد أنه متماثل إذا كان مؤلفا من قسمين هما شکلان متماثلان. فالخط المستقيم في الشكل، هو خط التمائل أو محور الانعکاس للشکل.

ويؤدي محور التماثل دورا كبيرا في تحديد أنواع الأشكال الزخرفية المتماثلة