مهارات حياتية

الطريق الى الابداع

الطريق الى الابداع

يستخدم الإبداع في مجالات عديدة؛ كالفنون، والحرف، والرياضة، والتعليم، والاقتصاد، والأعمال، وغيرها من العلوم، ففي ميدان الأعمال، يستخدم لحل المشكلات المتعلقة بالمنتجات، والنهوض بها وتطويرها؛ فالتطور في عالم الأجهزة الخلوية مثلا، جعل المبتكرون يحاولون إنتاج أجهزة بتقنيات حديثة؛ تستهوي المستخدمين، وتجعلهم يفضلونها عن سواها من المنتجات المعروفة أو التقليدية ؛ المنافسة الشديدة المنشآت المصنعة؛ بسبب بين ولهذا السبب نرى في كل فترة، منتجا جديدا يغزو الأسواق، فلولا هذا الابتكار وهذه المنافسة، لأصبح الاحتمال كبيرة بأن تبقى منتجات هذه المشاريع غالية الثمن، ليس بمقدور الجميع شرائها، مع العلم أن أهمية الإبداع والابتكار لا تكمن في كونهما عملية إنتاج فحسب، بل هما من المتطلبات الضرورية للحياة، فماذا نقصد بالإبداع؟ وما دوافع العمل الإبداعي؟ وما العلاقة بين الإبداع والبيئة؟ وكيف يمكن الوصول إلى الأفكار الإبداعية لتطوير أداء المشروعات؟ هذا ما سنتناوله في هنا كما سيأتي :

ما هو الابداع Creativity Essence 

تنبع الحاجة للإبداع، من كون المشروعات تعمل في بيئات متغيرة؛ تتضمن تحديات جديدة ومستمرة، خصوصا في ظل المنافسة في سوق العمل؛ ما يحتم على إدارة المشروعات استشراف الظروف والمتغيرات في بيئة العمل، والعمل على تطوير منتجاتها، بما يخدم هدفها الاستراتيجي، المتمثل بالبقاء والابتكار للمشروعات الإبداعية في سوق العمل، باعتبار أن الابتكار وظيفة أساسية للمشروعات الإبداعية.

تظهر الحاجة الأولية للإبداع، عندما يشعر متخذو القرارات في المشروعات؛ أيا كان شکلها، بوجود تفاوت بین أدائها الفعلي والأداء المرغوب فيه، والحاجة للإبداع في مشاريع الأعمال، حاجة استباقية ومستمرة ؛ بمعنی أن هذه المشروعات لا تنتظر حدوث المشكلات في منتجها وبيئة أعمالها، لتبدأ في أعمال التطوير والابتكار، فنقطة الانطلاق في الإبداع، تكون على المستوى الفردي، ثم على مستوى جماعات العمل، ومن ثم على مستوى المنشأة ککل، فالإبداع كعملية لها خطواتها ومراحلها المختلفة.

مراحل الإبداع

المرحلة الأولى: جمع البيانات: يقوم المبدع بجمع البيانات اللازمة لحل المشكلة، وكل ما يتعلق بها.

المرحلة الثانية: مرحلة التحليل وبدء الإبداع: يقوم المبدع بتحليل البيانات التي تم جمعها، ومن ثم البدء بإطلاق العديد من الأفكار والمرتبطة بالحل.

المرحلة الثالثة: مرحلة التنفيذ: يبدأ المبدع بتنفيذ ما يجول في خاطره من أفكار على الواقع؛ سواء كانت أفكار قائمة علی هو عملي؛ يمكن تطبيقه أو قائمة على أفكار أدبية.

لذا فالعملية الإبداعية، هي القدرة على إيجاد علاقات جديدة غير مألوفة بين الأشياء إذ تمتاز المنشآت الإبداعية، بأن دورة المنتج فيها قصيرة؛ بسبب الابتكار القائم على الزمن بالوصول الأسرع من المنافسين إلى السوق، حيث إن تخفيض الفترة الزمنية لتقديم المنتج للسوق، يحقق للمشروع ميزة تنافسية، ويساعدها في اقتناص الفرص التسويقية، ومن الأمثلة على ذلك ما قامت به شركة تيوتا ( Toyota )، التي استطاعت تخفيض الفترة الزمنية اللازمة لتقديم نوع جديد من منتجاتها من السيارات، من ( 5 ) سنوات إلى ( 3 ) سنوات؛ الأمر الذي ساعدها في عرض تشكيلة واسعة من الموديلات، وإدخال ميزات وعمل تطويرات حديثة في سياراتها، ترتب عليه زيادة في حصتها السوقية وولاء الزبائن لمنتجها.

الابتكار والابداع  Innovation & Creativity 

يخلط الكثير من الأفراد، بين مفهومي الإبداع والابتكار، إذ يستخدمان بنفس المعنى والمدلول، علما بأنهما مختلفان، مع وجود علاقة وظيفية بينهما.

التمييز بين الإبداع والابتكار

أن الإبداع يتضمن القدرة على رؤية ما لا يراه الآخرون، بطريقة غير مألوفة ؛ لإيجاد حلول للمشکلات المختلفة بأساليب مميزة وجديدة، من عناصر موجودة أصلا، والمبدع شخص لديه طاقة هائلة يسعى إلى تطويرها والاستفادة منها؛ بما يحقق له مردود اقتصادية، ويسهم في بناء المجتمع والمساعدة في حل مشكلاته .

أما الابتكار ( Innovation )، فهو التطبيق الناجح الإبداعية، غير كافية في حد ذاتها، فلا بد من فحص الأفكار وتجريبها على أرض الواقع؛ للتعرف إلى فاعليتها، فالطائرة كمنتج إبداعي، تمثل ابتکار له مقوماته، بدأت كصورة في خيال مخترعها، مع توفر الرغبة والاهتمام في مجال الطيران، تم تجريب نماذج مختلفة منها، وبعد محاولات عدة، تم الاهتداء إلى اختراع هذا المنتج بشكله الأولي، وبعدها تم التعديل عليه؛ ليتناسب والاحتياجات المستجدة. فالابتکار هو الاختراع نفسه؛ أي التطبيق الناجح للأفكار الإبداعية، يتمثل في إضافة ميزة أو تعديل إلى اختراع سابق .

سمات المبدع Creative Attributes 

تختلف سمات المبدعين عن غيرهم من الأفراد، كما قد ينفرد الشخص المبدع بسمة أو بمجموعة من السمات التي تميزه عن غيره، إلا أن هناك صفات مشتركة بين الأشخاص المبدعين أنفسهم.

سمات الشخص المبدع

أن الشخص المبدع يتمتع بمجموعة من السمات الذهنية؛ كالبحث والتحليل والملاحظة الشديدة، والسمات النفسية؛ كالثقة بالنفس والمثابرة وعدم الاستسلام، والسمات العملية؛ كالبعد عن الأعمال الروتينية والميل للمغامرة وحب التجريب، والسمات الاجتماعية؛ كالاتصال والتواصل والتعاون وتحمل المسؤولية، غير أنه قد تتوافر جميعها أو جزء منها في الإنسان الذي لديه قدرة على الإبداع، لكن غياب بعضها لا يعني عدم القدرة على الإبداع؛ فهي سمات إن توافرت ساعدت على الإبداع.

شروط العمل الابداعي Creative Job Limitations 

تختلف المشروعات في بيئة أعمالها، وفي طريقة تفاعلها مع هذه البيئة، فالمشروع الإبداعي لا يقبل بالتعایش مع الواقع الحالي له، بل يسعى دوما إلى إدخال تحسينات مستمرة؛ من خلال تبني الإبداع كطريقة وفلسفة في العمل، حيث إن العمل الإبداعي يتطلب توافر مجموعة من الشروط.

 أن العملية الإبداعية تتطلب توفر مجموعة من الشروط؛ كالحساسية في تلمس المشکلات، والتي تعبر عن ارتباط أو ارتكاز أفكار الحل بالمشكلة الحقيقية التي تواجه المشروع، والاستنباطية التي تشير إلى احتواء فكرة الحل على التفاصيل اللازمة لمعالجة الأمور بشكل معمق، لكن الأخذ بالحل المقدم، يستوجب توفر أكبر عدد ممكن من الشروط في الحل المقترح، بحيث يكون واقعي وغير مكلف، ويتناسب وظرف المشروع، إضافة إلى تمتعه بشروط العمل الإبداعي، حيث يتم رفض مقترحات الحل المتعلقة بزيادة مبيعات المشروع، عبر تقديم مقترحات حلول مبنية على استغلال المستهلكين، باعتبارها منحة لا أخلاقية في التعامل معهم، رغم تمتعه بشروط: الطلاقة والمرونة والاصالة، وغيرها من شروط العمل الإبداعي.

البيئة الابداعية Creative Environment 

تعد مهمة توفير البيئة الإبداعية، من مهام الإدارة الإبداعية في مشروعات الأعمال، باعتبارها تمثل الحاضنة لأية فكرة أو منتج إبداعي؛ فالإدارة المبدعة للمشروع، هي الإدارة التي تعي وتقدر العوامل اللازمة لإيجاد بيئة إبداعية في العمل من خلال الأسلوب الإداري الذي تتبعه، والسمات التي تتمتع بها، والتي تلقي بظلالها على بيئة العمل، فالبيئة الإبداعية تتكون من مجموعة من العناصر.

س 1 : ما المقصود بالبيئة الإبداعية؟

س 2 : ما العناصر المكونة لظاهرة الإبداع؟

س 3 : ما مراحل العملية الإبداعية؟

س 4 : كيف يمكن لإدارة المشروع إيجاد بيئة إبداعية فيه؟

س 5 : كيف يمكن للمشروع الوصول إلى منتج إبداعي؟

أن للإبداع مكوناته المترابطة، وهي: المنتج الإبداعي، باعتباره المقياس أو المحك للإبداع، والعملية الإبداعية، والموقف الإبداعي، والشخص المُبدع، ولكي يصل المشروع المنتج إبداعي مميز، لا بد من توافر البيئة الداعمة والمساندة له، فالبيئة الإبداعية هي البيئة التي تتيح الفرصة لتلاقح الفكر، وتوليد الأفكار الإبداعية، فالكثير من الأفكار الإبداعية الجديدة والمبتكرة، تموت في الغالب قبل ولادتها أو قبل وصولها لمرحلة التنفيذ؛ بسبب عدم وضوح فكرتها، أو توفر بيئة حاضنة لها. إن تنمية الإبداع، يعد وسيلة المشروعات لتحقيق التميز والتفوق والسبق في مجال عملها، خلال العمل على تنمية الكوادر البشرية لديها؛ بتدريبها والاهتمام بناء فرق العمل، فضلا عن تطوير الخطط والاستراتيجيات اللازمة لتحقيق أهداف المشروع، مع توفير البيئة التنظيمية المشجعة على الإبداع والتجديد؛ لأن إغفال المشروع لأي عنصر من العناصر، سيقل نسبيا من فرص الإبداع والتميز لديه . تمر الأفكار الإبداعية بمراحل عدة؛ إذ تكون في البداية أفكار خاما عديدة، ثم أفكارة تحت الدراسة، وليتم تصفيتها في نهاية العملية إلى فكرة إبداعية واحدة كمنتج فعلي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Alert: Content is protected !!