الفن الاسلامي: مجالاته وخصائصه
اعتمد الفن الإسلامي منذ نشأته على الأسس التي قامت عليها الفنون التي كانت سائدة في البلاد التي فتحها المسلمون، وهي الفن الساساني، والبيزنطي، والروماني، والفن الهنـدي، وفنون الصين، وآسيا الصغرى والتي أصبحت جزءا من الدولة الإسلامية.
وتطورت مجالات العلوم والفنون على يد الشعوب التي اعتنقت الإسلام فسعى الفنان المسلم إلى تجميل القطع ذات الاستخدامات المختلفة فزين الفخار والصحون، وزخرف المباني وأنتج فنا اعتمد على أسلوبي التحوير والتجرید، وبذلك أصبح الفن الإسلامي هو المرآة التي تعكس نشاط الفنانين المسلمين فأنتجوا فنا زخرفيا وصنعوا حرفا من أجل استعمالاتهم ومتعهم الروحية والمادية.
مجالات الفن الإسلامي:
تناول الفن الإسلامي مجالات الفنون المختلفة، ومن أهم تلك المجالات: الفخار ومن أشهر أنواعه الخزف ذو البريق المعدني والبناء (المساجد، والقصور)، والمعادن (السلاح، والأواني، والحلي، والأباريق)، والنسیج الذي یزدان بالزخارف المتنوعة الكتابية والهندسية والنباتية وزخارف الكائنات الحية المجردة والمحورة (السجاد والأقمشة)، كما تميز الفن الإسلامي بالتعامل مع بعض الخامات بابتكارية جمیلة، كالورق والجلود والخشب و وظفها بحرفية عالية. فاستخدم الخشب وطوعه بطرق مختلفة، کالأرابيسك والمعشقات، ووظفوا الخطوط الكتابية المتنوعة.
خصائص الفن الإسلامي
تميز الفن الإسلامي وانفرد بخصائص شگلت المنطلق والفلسفة الفنية والجمالية التي انحدر منها هذا الفن على الرغم من تأثره بثقافات الشعوب الأخرى، إلا أنه حافظ على شخصيته وامتاز عن غيره من الفنون بالخصائص التالية:
1- التحوير والتجرید
ابتعد الفنان المسلم عن محاكاة الواقع أو الطبيعة و تجسيم الكائنات الحية، حيث لجأ إلى التحوير والتجريد خوقا من الوقوع في الحرام أو المكروه، و سعيا إلى تحقيق العمق الوجداني. فالتحوير عبارة عن تغيير معالم الشکل الخاصة وأبعاده ونسبه وفق رغبة الفنان المسلم، أما التجريد: فهو عبارة عن ابتكار أشكال جديدة لا نظير لها في الطبيعة أساسها الخطوط والأشکال المجردة.
2- الزخرفة
وظف الفن الإسلامي عناصر زخرفية أساسها النقاط والخطوط والأشكال الهندسية والنباتات والخطوط العربية الزخرفية المتداخلة والمتناسقة، فاتخذت النباتات وأوراق الشجر والزخارف المجردة عناصر أساسية متداخلة مع بعضها التزين المساجد والقصور والدواوين والمباني والأواني والملابس والجوامع والمدافن والنقود والعملات، ولهذا أصبح الفن الإسلامي فنا زخرفيا.
وتتحقق بين الخطوط المستقيمة والمنحنية في نظام ریاضي يثير الإعجاب سواء من حيث التداخل والتشابك، أو من حيث الترابط بين الأجزاء، أو ترابط الجزء مع الكل بنسب دقيقة.