تعريف الشخصية
مما لا شك فيه أن لكل إنسان معاييره الخاصة التي يحكم بموجبها على الآخرين، فتجده يصف فلانا بأنه ذو شخصية جذابة، ويصف هذا بأنه شجاعا ويصف الآخر بأنه يتمتع بشخصية قوية، وهكذا.
وما تتبلور هذه الأوصاف عن الشخصية وتتكون لدينا معايير ثم نطلقها على الآخرين إلا من خلال فهمنا وتفسيرنا للسلوك الإنساني الذي نتعايشه في البيئة المحيطة بنا، لكن هذه المعطيات التي تصبغ لنا مفهوم الشخصية وتعريفها تختلف لدى علماء النفس الذين يعتمدون على الملاحظة العلمية الموضوعية وفق الوظائف السيكولوجية المختلفة للفرد، لذا تعتبر الشخصية في علم النفس محور الاهتمام بالنسبة للصحة النفسية لأنها تساعدنا في إمكانية التنبؤ بما يمكن أن تقوم به من سلوك، لهذا نجد تعدد التعاريف الخاصة بالشخصية واختلافها من حيث شمولها أو مدى قابلية المفاهيم المتضمنة فيها للملاحظة الموضوعية، لكننا سنقتصر في دراستنا هذه على مفهوم «أولبورت» للشخصية .
ومن خلال هذا التعريف، يرى (أولبورت) أن مفهوم الشخصية يتمحور من خلال الحركة المنتظمة داخل الفرد وخارجه، ففي داخل الإنسان حركة مستمرة تشمل نظامه الجسمي العضلي، الحركي، ونظامه النفسي والذهني والانفعالي، وحركة خارج الفرد مع بيئته المحيطة به، وجميع الحركات تسبح في فلك واحد ألا وهو الإنسان، ومن خلال ذلك كله يتشكل لدى الفرد طابع خاص في السلوك والفكر يختلف عن غيره من الناس.