شرح قصيدة الطين لمادة اللغة العربية للصف الثامن الفصل الدراسي الثاني لمنهج سلطنة عمان
شرح قصيدة الطين لمادة اللغة العربية للصف الثامن الفصل الدراسي الثاني لمنهج سلطنة عمان
نَسِيَ الطينُ ساعَةً أَنَّهُ طينٌ حَقيرٌ فَصالَ تيها وَعَربَد
وَكَسا الخَزُّ جِسمَهُ فَتَباهى وَحَوى المالَ كيسُهُ فَتَمَرَّد
ا أَخي لا تَمِل بِوَجهِكَ عَنّي ما أَنا فَحمَة وَلا أَنتَ فَرقَد
أَيُّها المُزدَهي إِذا مَسَّكَ السُقـــمُ أَلا تَشتَكي أَلا تَتَنَهَّد
أَنتَ مِثلي يَبَشُّ وَجهُكَ لِلنُعمى وَفي حالَةِ المَصيبَةِ يَكمَد
أَدُموعي خِل وَدَمعُكَ شَهدٌ وَبُكائي زُل وَنَوحُكَ سُؤدُد
قَمَرٌ واحِدٌ يُطِلُّ عَلَينا وَعَلى الكوخ وَالبِناءِ المُوَطَّد
إِن يَكُن مُشرِقاً لِعَينَيكَ إِنّي لا أَراهُ مِن كُوَّةِ الكوخِ أَسوَد
النُجومُ الَّتي تَراها أَراها حينَ تَخفى وَعِندَما تَتَوَقَّد
لَستَ أَدنى عَلى غِناكَ إِلَيها وَأَنا مَعَ خَصاصَتي لَستُ أُبعَد
إِنَّ طَيرَ الأَراكِ لَيسَ يُبالي أَنتَ أَصغَيتَ أَم أَنا إِن غَرَّد
وَالأَزاهيرُ لَيسَ تَسخَرُ مِن فَق ري وَلا فيكَ لِلغِنى تَتَوَدَّد
أَيُّها الطينُ لَستَ أَنقى وَأَسمى مِن تُرابٍ تَدوسُ أَو تَتَوَسَّد
لا يَكُن لِلخِصامِ قَلبَكَ مَأوىً إِنَّ قَلبي لِلحَبيبِ أَصبَحَ مَعبَد
شرح القصيدة وتحليلها
القصيدة من الشعر العربي الحديث، وتتناول موضوعًا فلسفيًا عميقًا يتعلق بالمساواة بين البشر في جوهرهم الإنساني، مهما اختلفت ظروفهم وأحوالهم. يتحدث الشاعر عن الطين كرمز للإنسان، وكيف أن الإنسان رغم اختلاف أحواله الاجتماعية والاقتصادية، فإنه في النهاية يعود إلى ذات الجذر البشري المشترك.
شرح الأبيات ومعاني الكلمات
البيت الأول:
“نَسِيَ الطينُ ساعَةً أَنَّهُ طينٌ حَقيرٌ فَصالَ تيها وَعَربَد”
- المعنى :
الطين هنا رمز للإنسان، الذي نسي أنه مجرد مادة بسيطة ومتدنية (طين حَقير)، فأصبح مغرورًا (تيها) ومستبدًا (عَربَد). - معاني الكلمات :
- حَقير : ضئيل القيمة أو المكانة.
- فَصال : أصبح.
- تيها : غرورًا.
- عَربَد : استبدادًا وظلمًا.
البيت الثاني:
“وَكَسا الخَزُّ جِسمَهُ فَتَباهى وَحَوى المالَ كيسُهُ فَتَمَرَّد”
- المعنى :
عندما ارتدى الإنسان الملابس الفاخرة (الخَزّ) وأصبح غنيًا (مال الكيس)، بدأ يتباهى ويتمرد على الأخلاق والقيم. - معاني الكلمات :
- الخَزّ : نوع من الحرير الثمين.
- حَوى : جمع.
- كيسُه : صندوق المال أو ما يحتويه من ثروة.
- تَمَرَّد : خرج عن الطاعة والأخلاق.
البيت الثالث:
“يا أَخي لا تَمِل بِوَجهِكَ عَنّي ما أَنا فَحمَة وَلا أَنتَ فَرقَد”
- المعنى :
يخاطب الشاعر الغني، قائلاً له: لا تتجاهلني ولا تحتقرني؛ فأنا لست أسود اللون (فَحمَة) ولا أنت أبيض اللون (فَرقَد). - معاني الكلمات :
- فَحمَة : سوداء اللون.
- فَرقَد : بيضاء اللون.
البيت الرابع:
“أَيُّها المُزدَهي إِذا مَسَّكَ السُقـــمُ أَلا تَشتَكي أَلا تَتَنَهَّد”
- المعنى :
يخاطب الشاعر الغني المغرور، قائلاً: إذا أصابتك الأمراض، ألم تعاني مثل غيرك؟ ألم تتألم وتنوح؟ - معاني الكلمات :
- المُزدَهي : المغرور.
- السُقم : المرض.
- تَشتَكي : تشعر بالألم.
- تَتَنَهَّد : تصدر أنينًا بسبب الألم.
البيت الخامس:
“أَنتَ مِثلي يَبَشُّ وَجهُكَ لِلنُعمى وَفي حالَةِ المَصيبَةِ يَكمَد”
- المعنى :
أنت مثل أي إنسان آخر؛ وجهك يشرق بالسعادة عند الرخاء، ويخبو عند المصائب. - معاني الكلمات :
- يَبَشّ : يبتسم ويشرق.
- يَكمَد : يذبل ويحزن.
البيت السادس:
“أَدُموعي خِل وَدَمعُكَ شَهدٌ وَبُكائي زُل وَنَوحُكَ سُؤدُد”
- المعنى :
دموعي ليست أقل قيمة من دموعك، وبكائي ليس أقل شأنًا من نواحك. - معاني الكلمات :
- خِل : صديق، أو شيء عادي.
- شَهد : العسل، وهو رمز للقيمة العالية.
- زُل : شيء رخيص.
- سُؤدُد : الشرف والعظمة.
البيت السابع:
“قَمَرٌ واحِدٌ يُطِلُّ عَلَينا وَعَلى الكوخ وَالبِناءِ المُوَطَّد”
- المعنى :
القمر واحد يضيء على الجميع، سواء كانوا يعيشون في كوخ متواضع أو قصر مترف. - معاني الكلمات :
- يُطِلّ : يظهر ويضيء.
- المُوَطَّد : المبني بقوة وثبات.
البيت الثامن:
“إِن يَكُن مُشرِقاً لِعَينَيكَ إِنّي لا أَراهُ مِن كُوَّةِ الكوخِ أَسوَد”
- المعنى :
إذا كان القمر يبدو لك مضيئًا، فإنه بالنسبة لي أيضًا مضيء، حتى لو كنت أعيش في كوخ بسيط. - معاني الكلمات :
- مُشرِق : مضيء.
- كُوَّة : نافذة صغيرة.
البيت التاسع:
“النُجومُ الَّتي تَراها أَراها حينَ تَخفى وَعِندَما تَتَوَقَّد”
- المعنى :
النجوم التي تراها في السماء، أراها أنا أيضًا سواء كانت باهتة أو مضيئة. - معاني الكلمات :
- تَخفى : تختفي أو تضعف.
- تَتَوَقَّد : تتوهج وتشتعل.
البيت العاشر:
“لَستَ أَدنى عَلى غِناكَ إِلَيها وَأَنا مَعَ خَصاصَتي لَستُ أُبعَد”
- المعنى :
أنت لست أقرب إلى النجوم بسبب غناك، وأنا مع فقري لست أبعد عنها. - معاني الكلمات :
- أَدنى : أقرب.
- خَصاصَتي : فقري.
البيت الحادي عشر:
“إِنَّ طَيرَ الأَراكِ لَيسَ يُبالي أَنتَ أَصغَيتَ أَم أَنا إِن غَرَّد”
- المعنى :
طائر الأراك لا يميز بيننا؛ فهو يغرد لنا جميعًا دون تمييز. - معاني الكلمات :
- الأَراك : شجر معروف.
- أَصغَيتَ : استمعت.
البيت الثاني عشر:
“وَالأَزاهيرُ لَيسَ تَسخَرُ مِن فَق ري وَلا فيكَ لِلغِنى تَتَوَدَّد”
- المعنى :
الزهور لا تسخر من فقري، ولا تتودد إليك بسبب غناك. - معاني الكلمات :
- تَسخَرُ : تسخر أو تحتقر.
- تَتَوَدَّد : تتقرب.
البيت الأخير:
“أَيُّها الطينُ لَستَ أَنقى وَأَسمى مِن تُرابٍ تَدوسُ أَو تَتَوَسَّد”
- المعنى :
يا أيها الإنسان (الطين)، أنت لست أفضل أو أشرف من التراب الذي تدوس عليه أو تنام عليه. - معاني الكلمات :
- أَنقى : أنقى وأفضل.
- تَتَوَسَّد : تجعله وسادة.
تحليل القصيدة
- الفكرة الرئيسية :
القصيدة تدعو إلى المساواة بين البشر في جوهرهم الإنساني، مؤكدة أن الغنى والفقر ظواهر زائلة، وأن الإنسان في النهاية يعود إلى نفس الجذر الطيني. - العاطفة والأسلوب :
- الشاعر يستخدم لغة حوارية مباشرة، حيث يخاطب الغني بشكل مباشر.
- يعتمد على التشبيه والاستعارة، مثل تشبيه الإنسان بالطين والقمر والنجوم كرموز للمساواة.
- القيم والرسائل :
- تدعو القصيدة إلى التواضع وعدم الغرور بالمال أو الجاه.
- تؤكد أن الإنسان متساوٍ أمام الطبيعة والكون، بغض النظر عن ظروفه الاجتماعية.
- البناء الفني :
- القصيدة منتظمة الوزن والقافية، مما يعطيها جمالية موسيقية.
- استخدام الرموز مثل “الطين”، “القمر”، “النجوم”، “الأزاهير”، يضفي عمقًا فلسفيًا.
- الخلاصة :
القصيدة تحمل رسالة إنسانية عميقة، تدعو إلى التخلص من التعالي والغرور، والتذكير بأن الجميع سواسية أمام الله والطبيعة.
شاهد ايضا
ملخص وشرح درس فاتتني صلاة لمادة اللغة العربية للصف الثامن الفصل الدراسي الثاني
شرح وملخص درس يوم على تخوم الربع الخالي لمادة اللغة العربية للصف الثامن الفصل الدراسي الثاني
