فلسفة التربية في سلطنة عمان ومبادئها وأهدافها
تتمثل الموجهات الرئيسة لمناهج الدراسات الاجتماعية للتعليم ما بعد الأساسي في فلسفة التربية في سلطنة عمان وسيادتها وأهدافها، وخطة الوزارة لتطوير التعليم، والأهداف العامة للتربية في سلطنة عمان.
فلسفة التربية هي مجموعة المبادئ والمعتقدات والمفاهيم والفروض التي حددت في شكل متكامل مترابط ومتناسق ، لتكون بمثابة المرشد والموجه للجهد التربوي ” . وبالتالي فإن الفلسفة التربوية تمثل المرجعية الفكرية للعمل التربوي في البلاد
وهي أول المصادر التي يعتمد عليها في بناء وإعداد المناهج الدراسية، وهي التي تؤطر وتوجه أهدافها ومعارفها وأنشطتها التي تنعكس في صورة متكاملة ومنسجمة من الممارسات التربوية التعليمية التي تتم عن طريقها صياغة نوع الفرد المراد تنشئته وفقا للمبادئ والقيم والأعراف التي يرتضيها المجتمع.
وتشتق فلسفة التربية في السلطنة من المصادر الآتية :
1- العقيدة الإسلامية – وتعتبر تعاليم العقيدة الإسلامية وقيمها التي تنظم علاقة الإنسان بربه وبأخيه الإنسان وعلاقته بالكون
والحياة واحدة من محددات ومنطلقات الفلسفة التربوية .
ب – الفكر السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم ( حفظه الله ورعاه ) – منذ بداية عصر النهضة المباركة كان التعليم على رأس مجالات التنمية التي شملها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم برعايته، وباستقراء ما ورد بشأن التربية والتعليم بخطب جلالته في الأعياد الوطنية،و اللقاءات والمناسبات المختلفة يمكن استخلاص عدة توجيهات سامية للتربية في سلطنة عمان ، من أهمها: النهوض بالمجتمع العماني وتطوير إمكانياته المادية والبشرية. ونشر التعليم في جميع أنحاء السلطنة
- تحقيق التنمية الشاملة المتكاملة لمختلف جوانب شخصية الإنسان العماني.
- تحقيق مبدأ تكامل الفرص التعليمية.
- التطوير المستمر للتعليم في ضوء مبدأي الأصالة والمعاصرة. تنويع مؤسسات التعليم لمقابلة حاجات الأفراد، واحتياجات المجتمع،
ج – خصائص المجتمع العماني ؛
لا بد لفلسفة التربية بالسلطنة أن تأخذ في اعتبارها اتجاهات المجتمع العماني ، وأبرز سماته وخصائصه. لتكون منطلقا ومصدرا لمبادئها وأهدافها. ويمكن تحديد أهم تلك الخصائص بالنقاط التالية :
1 – إن سلطنة عمان وطن عربي إسلامي، وإن شعبها قوة اجتماعية متماسكة جاءت نتاجا لتفاعل متصل عبر قرون طويلة بين هذين العنصرين المتكاملين، وبهذا التفاعل تتأكد أصالة المجتمع العماني وتبرز خصائصه التي يتميز بها في عالم اليوم، كونه جزءا من المجتمع العربي الذي هو جزء من المجتمع الإسلامي الذي يشكل بدوره جزءا مهما من المجتمع الإنساني الكبير، ومن هنا يكون ولاء الفرد العماني لله أولا ولوطنه وللسلطان ثم لمجتمعه ، ولأمته العربية والإسلامية والإنسانية جمعاء.
٢ – إن تاريخ سلطنة عمان الخالد، الذي نما عبر العصور المتلاحقة، بعد رمزا لأصالة الشعب العماني وتمسكه بتراثه ووعيه برسالته الحضارية وعيا ثابتا يزداد رسوخا مع عمق الإحساس بانتمائه الوطني والخليجي والعربي والعالمي.
۳ – الإيمان والعلم والعمل هي الركائز الأساسية لتقدم المجتمع وتطوره ، وبها يتمكن المجتمع من استغلال موارده وثرواته وتنميتها بما يكفل لأفراده الرخاء والعيش الكريم، ولذا فإن العمل المرتكز على الإيمان والعلم يعتبر حقا، وواجبا وشرفا لكل قادر من أفراد المجتمع يقوم بأدائه بإتقان وأمانة وإخلاص وصدق
4- إن سلطنة عمان -وهي تعي طبيعة التحديات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية المعاصرة التي تجابه المجتمع العماني في عالم اليوم ” لتتصدي لهذه التحديات بتسخير كل جهودها ، وتجنيد كافة طاقاتها * سبيل خلق مجتمع حديث قوي البنيان مواكب للواقع قادر على تحمل مسؤولياته وواجباته الوطنية والقومية الكاملة.
٥ – إن الدولة تجعل التنمية الشاملة غاية ومقصدا، وتوفر لبلوغها الإمكانيات، وتكرس الجهود، مستعينة على تحقيقها بالتخطيط الواعي، والبحث العلمي، وإعداد الكوادر العمانية الفنية اللازمة في كل المجالات.
6- إن ما ينفق في التربية يعتبر أكبر الاستثمارات قيمة في بناء الأمم والشعوب، فهو استثمار بشري ويتخذ وسيلة لترقية الفرد والمجتمع من أجل خدمة الأهداف الوطنية.
7- إن المجتمع العماني يرتكز على الأسرة باعتبارها قاعدة لبنائه ، ولذا فإن السلطنة تعمل على تكامل الأسرة وصيانتها وحمايتها من عوامل الضعف والتفكك، وعلى هدي من تعاليم الدين الحنيف ، ومبادئ الأخلاق الفاضلة.
8- يعد الشباب عصب الأمة ، لذا فالسلطنة توليهم اهتماما خاصا ، بإعدادهم لتحمل رسالتهم كاملة في تطوير المجتمع ، كما تعمل على تربيتهم تربية وطنية ، وتصونهم من أي غزو فكري أو مسلكي لا يتماشى مع قيم المجتمع، مرتكزة في ذلك على تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف.