شرح وملخص درس رسالة من الاسكا لمادة اللغة العربية للصف السادس الفصل الدراسي الثاني المنهج العماني

شرح وملخص درس رسالة من الاسكا لمادة اللغة العربية للصف السادس الفصل الدراسي الثاني المنهج العماني
نص الدرس
رسالةٌ من ألاسكا
كُلِّما شَمَمْتُ رائحةَ دخانِ خشبِ التَّنُّوبِ” يحترقُ، شمَمْتُ ” أَلاسكا” ومبانِيها الخشبيةَ، وتذكّرتُ في حنينٍ مؤلم مثيرٍ أوْلَ مجموعةٍ من التلاميذِ علَّمتُها في “ألاسكا”. وتجلَّى أمامِي “أوبير” وشعرُه الأسودُ الكثيفُ فوقَ عينينِ كبيرتينِ صافيتينٍ رماديتينِ وجسمُه النحيلُ، ولعلّكَ لا تصدّقُ أنَّه أكثرُ التلاميذِ حضورًا في ذهني بعدَ تلكَ الحقبةِ الطويلةِ. كانَ أضْعَفَ مَنْ علَّمْتُهم منَ التَّلاميذِ، فلمْ يكنْ يكادُ ينطِقُ اسمَه في أوّلٍ يومٍ جاءَ إلى المدرسةِ.
ومرَّت الأيّامُ، وأصبَحَتْ لـ “أوبير” مكانةٌ خاصَّةٌ في نَفْسي، فقدْ كانَ على صِغَرٍ جسمِه ونحولِه نشطًا كالنملةِ، وكانَ بطيئًا في الدرسِ، لكنّهُ سريع فيما عدا ذلِكَ.
في آخرِ يومٍ دراسيٍّ، وزُعْتُ بطاقاتِ النتائجِ المدرسيَّةِ، وكانَ “أوبير” أحدَ الثَّلاثةِ الرَّاسبينَ.
لقَدْ كانَتْ صدمةً شديدةٌ بالنَّسبةِ إِليه! لمَعَتْ عيناه البريئتانِ، وبدا على وجهِهِ الدقيقِ أنّه يَتِذُلُ جهدًا كبيرًا ليخفِيَ انكسَارَه، ثمَّ انهارَ السَدُّ وانهارَت الدُّموعُ من عينيهِ دافقةً.
منذُ ذلكَ اليومِ، اشتدَّ مَيلي إلى تعليمِ “أوبير”، فقدْ كنتُ لا أطيقُ أَن أرى ذلكَ الطفلَ الحسّاسَ بما وُهِبَ من رقّةٍ وطيبةٍ، ينتهي أمرُه إلى الرسوبِ.
وأَظهرَ “أوبير” تقدُّمًا محسوسًا في سنتِه الثانيةِ، وسرِّني منهُ ذلك سرورًا ما كانَ يزيدُ على ذلكَ لو أنّه كانَ ابني! فضاعَفْتُ جهدِي، واستطعتُ رَغْمَ كثرةِ مشاغِلي، أنْ أُخصّصَ له وقتًا لتعليمِه الرَّسمَ، حتَّى أصبحَ بارعًا فيه، وامتدً ذلك إلى كتابتِه وتعبيرِه وإلى غيرِ ذلكَ من الموضوعاتِ.
وذاتَ يومٍ من أوائلِ شهرِ (نوفمبر)، جلستُ في مكتبي أُصحّحُ دفاترَ التعبيرِ، حتّى وصلتُ إلى آخِرِ دفترٍ، فرأيتُ عجبًا! كان دفترُ “أوبير” … لقد سرَّتني الفقرةُ التي صوّرَ فيها حالةَ أبيه وهو عائدٌ من العملِ إلى البيتِ. لم يكتُبْ “أوبير” كثيرًا، بل اكتفى بفِقْرةٍ واحدةٍ، لكنّها فقرةٌ جعلتْه أفضلَ التلاميذِ.
قابَلْتُ أياه يومًا عند مكتبِ البريدِ، وقلتُ له: “لقد بدَأَ “أوبير” يكتُبُ قصصًا، فأَرجو أنْ تشجَّعَه في البيتِ. “، فأجابني قائلاً: “إنّني أَعرِفُ أنّ “أوبير” بطيءٌ، وأعرِفُ أنّكِ تبذُلين جهدًا جبّارًا معه، لكنّه سيتْرُكُ المدرسةَ في القريبِ العاجلِ، فيكفي ما تعلَّمَه عندَكِ، وسأَسْهَرُ أنا على تعليمِه ما أعرِفُه من إلقاءِ الشباكِ وزراعةِ الحقولِ. جُننتُ لسماعِ ذلك، وقلتُ له:
“دع الطفلَ يكملُ دراستَه، ولا تكسرْ بخاطرهِ، وتأمّلْ منهُ خيرًا.”
لم يسحب الأبُ ابنَهُ “أوبير” من المدرسةِ، فاسترَحتُ وأيقنْتُ أنَّ السنواتِ التي قضيتُها أُساعِدُ “أوبير” توشِكُ أن تؤتيَ ثمارَها، وتأكَّدَ ذلك حينَ قرأتُ آخِرَ تعبيرٍ كتبَه، كانَ من فقرتينٍ، وكانَ يستحقُّ أنْ أمدحَهُ، فأبقيتُه في الصفَّ بعد نهايةِ الحصّةِ. قالَ قبلَ أنْ أهُمُّ بالكلامِ: “ما الذنبُ الذي ارتكبتُه يا مُعلِّمتي؟”، قلْتُ: “لا يا “أويير” إنّكَ لمْ تخطئ، وقد
أبقيتك لأَقولَ لك إنَّ تعبيرَك أروعُ ماكُتبَ في المدرسةِ بأكمِلها!”. انفرجَ فمُ “أوبير من الدَّهشةِ، واحمرَ وجهُهُ استحياءً ولمعت عيناهُ، ثمَّ غامَتا منْ وراءِ الدُّموعِ، وقالَ في همسٍ:
“أشكرُكِ يا مُعلِّمتي أشكرُكِ!”.
في نهايةِ ذلك العامِ الدراسيّ، منذُ سنواتٍ، غادرتُ “ألاسكا” بعدَ أنْ أرهَقني شتاؤها، وعدتُ إلى “فلوريدا”، وقد كتَب لي “أوبير” خلالَ هذه الفترةِ رسائلَ عدَّةٌ، وقالَ لي في إحداها:
مُعلِّمتي العزيزةَ:
“أُتيحتْ لي فرصةُ العملِ في المزرعةِ التجريبيةِ الحكوميةِ. وكنتُ قد كتبتُ طلبًا للمديرِ ليُلِحِقَني بعملٍ دائم، فلمَّا قرأَ كتابِي جاءَ بعربتِه إلى بيتنا، وقالَ لأَبي: “لمْ أكنْ أعرِفُ أبدًا أنَّ “أوبير” يحسنُ الكتابةَ. إنَّه الرجلُ الذي أحتاجُ إليه ليساعِدَني في إدارةِ هذه المزرعة”.
وسُررتُ للحصولِ على أوَّلِ وظيفةٍ لي، تصوَّري آتّني أتقاضى راتبًا محترمًا. يقولُ لي أبي وأُمّي: “عليكَ أن تدَّخِرَ مالَك في البنكِ يا “أوبير”، ولكنّني أقولُ لهما إنني سأفعلُ ذلكَ بعدَ أنْ تتعلَّمَ شقيقاتي، وبعدَ أنْ تتخلَّصَُ أسْرتُنا من ديونِها.
ولولاكِ يا مُعلِّمتي ما كنتُ أستطيعُ أنْ أكتبَ الرّسالةَ إلى مديرِ المزرعةِ، وأحصلَ على الوظيفة”.
قلَّت رسائلُ “أوبير”، لكنّني ما زلْتُ كلِّما قرأتُ رسالةً من رسائِلِه أَرَى عينيه الكبيرتينِ، وشعرَه الكثيفَ الأسودَ، ثمَّ لا أكادُ أنتَهي منْ قراءَتِها حتَّى تفيضَ الدُّموعُ منْ عينَيّ …
جبن كوغلان (بتصرُّف)
روائعُ القصص الأمريكيّ، داز الكرنك، القاهرةُ ١٩٦٢م.
ملخص النص:
النص يروي قصة معلمة عملت في ألاسكا وعلمت طالبًا يُدعى “أوبير”، الذي كان ضعيفًا جسديًا وأكاديميًا في بداية تعليمه. على الرغم من صعوباته، بذلت المعلمة جهدًا كبيرًا لمساعدته وتشجيعه، خاصة بعد أن رسب في السنة الأولى. مع مرور الوقت، تطور “أوبير” وأصبح بارعًا في الكتابة والرسم، بفضل إصرار المعلمة ودعمها. في النهاية، تمكن “أوبير” من الحصول على وظيفة مرموقة بفضل مهاراته التي اكتسبها، وأرسل رسالة شكر للمعلمة، مؤكداً دورها الكبير في نجاحه.
شرح النص وأهميته:
- رسالة القصة:
النص يعكس أهمية التعليم والتشجيع في بناء شخصيات الطلاب، وخاصة أولئك الذين يواجهون صعوبات. كما يبرز دور المعلم في تغيير حياة الطلاب وإلهامهم لتحقيق النجاح. - أهمية الشخصيات:
- المعلمة: تمثل الصبر والتضحية والإيمان بقدرات الطلاب.
- أوبير: يرمز للطالب الذي يعاني لكنه يتمكن من النجاح بفضل الدعم والإرشاد.
- القيم التي تعلّمناها:
- أهمية الصبر والمثابرة.
- دور التشجيع في تحقيق النجاح.
- قوة التعليم في تغيير الحياة.
شرح معاني الكلمات:
- ألاسكا: ولاية أمريكية تقع في شمال غرب الولايات المتحدة، تشتهر بالطقس البارد والطبيعة الخلابة.
- التَّنُّوب: نوع من الأشجار دائمة الخضرة تنمو في المناطق الباردة.
- حقبة: فترة زمنية طويلة.
- نحيل: ضعيف البنية وخالي من الشحم.
- نشيط كالنملة: تشبيه يعبر عن الحركة المستمرة والنشاط.
- الرَّاسبين: الطلاب الذين لم ينجحوا في الامتحانات.
- الانكسار: الشعور بالحزن أو الإحباط.
- الرقَّة: اللطف والحساسية.
- الدفاتر: الكتب الصغيرة المستخدمة للكتابة.
- المزرعة التجريبية: مزرعة تُستخدم للأبحاث والتجارب الزراعية.
- الديون: الأموال المستحقة على شخص ما.
- الإلحاق: إدخال شخص في وظيفة أو مكان معين.
- التقاضي: الحصول على راتب أو أجر.
- الدَّهشة: الاندهاش أو الاستغراب.
- الاستحياء: الشعور بالخجل أو الحياء.
30 سؤالًا عن النص:
أسئلة حول الشخصيات:
- من هي الشخصية الرئيسية في النص؟
- المعلمة التي عملت في ألاسكا.
- من هو “أوبير”؟
- طالب ضعيف جسديًا وأكاديميًا في بداية تعليمه.
- كيف كان “أوبير” في بداية تعليمه؟
- كان ضعيفًا جسديًا وبطيئًا في الدراسة.
- ما هو دور المعلمة في حياة “أوبير”؟
- دعمته وعلّمته وشجعته حتى تمكن من النجاح.
- لماذا كان “أوبير” مهمًا بالنسبة للمعلمة؟
- لأنه كان الطالب الأكثر حضورًا في ذهنها بسبب إصراره وتطوره.
أسئلة حول الأحداث:
- ما هي الصدمة التي تعرض لها “أوبير”؟
- رسوبه في السنة الأولى.
- كيف عبّر “أوبير” عن حزنه بعد الرسوب؟
- انهارت دموعه وحاول إخفاء انكساره.
- ما الذي فعلته المعلمة لمساعدة “أوبير”؟
- خصصت له وقتًا لتعليمه الرسم والكتابة.
- ما هو التقدم الذي حققه “أوبير”؟
- أصبح بارعًا في الكتابة والتعبير.
- ما هي الوظيفة التي حصل عليها “أوبير”؟
- عمل في المزرعة التجريبية الحكومية.
أسئلة حول الرسائل والأفكار:
- ما هي الرسالة الرئيسية للقصة؟
- أهمية التعليم والتشجيع في تحقيق النجاح.
- كيف عبّرت المعلمة عن حبها لوظيفتها؟
- بذلت جهدًا كبيرًا لتعليم “أوبير” رغم مشاغلها.
- ما الذي تعلمته المعلمة من تجربتها مع “أوبير”؟
- أن كل طالب لديه إمكانات يمكن اكتشافها بالصبر والتشجيع.
- كيف أثرت المعلمة في حياة “أوبير”؟
- ساعده على تحسين مهاراته والحصول على وظيفة مرموقة.
- ما الدرس الذي يمكن أن نتعلمه من القصة؟
- الصبر والمثابرة يؤديان إلى النجاح.
أسئلة حول الأسلوب واللغة:
- كيف استخدم الكاتب التشبيه في النص؟
- مثل تشبيه “أوبير” بأنه نشيط كالنملة.
- ما هي الصورة البيانية في النص؟
- تشبيه “أوبير” بالنشاط والنملة.
- كيف عبر الكاتب عن مشاعر “أوبير”؟
- باستخدام كلمات مثل “الانكسار” و”الدموع”.
- ما هي الكلمات التي تعبر عن الحزن في النص؟
- “انكسار”، “دموع”، “حزن”.
- كيف استخدم الكاتب الحوار في النص؟
- لتعزيز العلاقة بين المعلمة ووالد “أوبير”.
أسئلة حول الرموز والقيم:
- ما الذي تمثله رائحة خشب التنوب؟
- رمز لألاسكا وذكريات المعلمة.
- كيف تعكس القصة قيمة الصبر؟
- من خلال جهود المعلمة مع “أوبير”.
- ما الذي ترمز إليه الدموع في النص؟
- الحزن والفرح معًا.
- كيف يعكس “أوبير” صفة الإصرار؟
- بتطوير نفسه رغم الصعوبات.
- ما هي القيمة الأخلاقية للقصة؟
- أهمية الدعم والتشجيع في تحقيق النجاح.
أسئلة حول نهاية القصة:
- كيف انتهت القصة؟
- “أوبير” حصل على وظيفة مرموقة وشكر معلمته.
- ما هو تأثير القصة على القراء؟
- تحثهم على الإيمان بقدرات الآخرين.
- كيف تغيرت حياة “أوبير” في النهاية؟
- أصبح موظفًا ناجحًا وساعد أسرته.
- ما الذي يمكن أن نتعلمه من نهاية القصة؟
- أن التعليم يمكن أن يغير الحياة.
- ما هي الرسالة النهائية للقصة؟
- الصبر والجهد يؤديان إلى تحقيق النجاح.
الخلاصة:
النص يعكس أهمية التعليم والتشجيع في بناء شخصيات الطلاب، وخاصة أولئك الذين يواجهون صعوبات. من خلال شخصيتي المعلمة و”أوبير”، نتعلم أن الإيمان بقدرات الطلاب والعمل الجاد يمكن أن يؤدي إلى نجاحات كبيرة، وأن التعليم ليس مجرد عملية أكاديمية، بل هو أداة لتغيير الحياة.
شاهد ايضا
حل تدريبات درس رسالة من الاسكا لمادة اللغة العربية للصف السادس الفصل الدراسي الثاني المنهج العماني