نص اثرائي اسطورة تيبوتيب لمادة اللغة العربية للصف الثاني عشر الفصل الدراسي الثاني

نص اثرائي اسطورة تيبوتيب لمادة اللغة العربية للصف الثاني عشر الفصل الدراسي الثاني لمنهج سلطنة عمان
حقق تيبوتيب شهرة تقترب من الأسطورة التي سارت وسرت خارقة حدود القارات واللّغات والثقافات. توفرت لهذه الشخصية الأسطوريّة عوامل معينة صنعت رواجها وانتشارها. ولعل أهمّ هذه العوامل هو العامل التاريخي ،
فقد جاء حمد بن محمد بن جمعة المرجبي ، وهذا هو الاسم الحقيقي لتلك الشخصيّة، في عصر الكشوفات
الجغرافية. وكما هو معروف توجهت العقول في تلك الفترة إلى محاولة فهم جغرافية العالم، وتاريخه. وكان
من أبرز الأسئلة، التي طرحت نفسها بقوّة هو التساؤل عن مصادر نهر النيل وعن كنه القارة الشّمراء … وقد
أسهم تيبوتيب بشكل فعّال في إرشاد المستكشفين الغربيين من أمثال (سبيك) و(الفنجستون)
و(كاميرون) و(ويسمان) و(ستانلي) …
ويشير المؤرخون إلى أنّ تلك الحركة الاستكشافيّة النشطة، ما كان لها أن تتم لولا جهود الجنود المجهولين من العرب، الذين يمثل تيبوتيب واسطة العقد بينهم.
ومن العوامل التي شحذت بريق هذا الأسطورة، هي المؤهلات القياديّة في شخصيّة تيبوتيب ، فقد برزت
سمات القيادة لديه منذ بداية حياته العملية، التي بدأت وهو لا يزال صبيا لم يجاوز الثانية عشرة. ومن ذلك أنّه
عندما وجد أباه بعد افتراق طويل بينهما، أراد الوالد أن يرسل الولد في أوّل مهمّة تجاريّة في أدغال إفريقيا ، وأن
تكون البضاعة تحت إمرة أحد التجّار الخبراء من ساحل مريما. فما كان من الولد تيبوتيب إلا أن رفض ذلك
بشدّة. وفي ذلك ما يدل على نزعة القيادة عنده، وإلى روحه المغامرة.
وفي فترة لاحقة ترسخ نفوذ تيبوتيب في البرّ الأفريقي، وبدأ بتوطيد تجارته بالسيطرة المطلقة على مصادر العاج،
خاصّة ، وتأمين طرق تلك التجارة.
وروح التحدّي والقوّة هذه هي التي جعلت الزنوج يطلقون على المرجبي عدّة ألقاب وأولها هو (كينجوجوا)، ومعناه الضبع الأرقش و(تيبوتيب)، وهو محاكاة صوتية لصوت إطلاق البندقيّة.
أما الأوربيون -وهم المستفيد الأوّل من تيبوتيب في التعرّف إلى مجاهل أفريقيا، ودراستها دراسة علميّة أولاً، ثم تثبيت وجودهم السياسي ثانيا – فقد كانوا مأسورين بشخصيتة وقيادتة. فقد كان مثلا ممتازا للنبيل العربي، الذي يُظهر رقيا مميّزا في حديثه ومظهره. ومن ذلك الوصف الذي أثبته (ستانلي) إذ يقول عنه: ملابسه ناصعة البياض، وعمامته جديدة، وحول وسطهِ حزام مرصع، وفيه خنجر من فضّة ، ومظهره العام دلّ على أنّه السيّد العربي، الذي يعيش في رغد من العيش.
وقال عنه (وايتلي) أحد أبرز المهتمين باللغة السواحليّة، في مقدّمته للترجمة الأنجليزيّة لسيرته: كان
تيبوتيب رجلا مشهورا وله دور بارز في توسيع التجارة العربيّة، كما تمثل سيرته أهمّ سيرة ذاتيّة عرفت في اللغة
السواحلية.
وتقدّم سيرة هذا الرجل شخصيّة طموحة حفرت طريقها بأظافرها وبدأت من مرحلة الصفر، وعاشت حياة مليئة بالأحداث
ومليئة بتحدّي المجهول ، هي أسطورة لإنسان عادي من أسرة ضعيفة غاب معيلها، وتكالبت عليها الظروف.
غير أن تيبوتيب يتحدّى كل ذلك، وينجح بشكل كبير لدرجة تجعله قادرا على التعامل، وأحيانا التفاوض مع حكومات عربيّة، وغربيّة تقدّر حجم النفوذ، الذي يتمتع به هذا الرجّل في داخل البرّ الأفريقي.
-د.محمّد المحروقي-
مقدمة كتاب: مغامر عماني في أدغال أفريقيا.
مؤسسة عمان للصحافة والأنباء والنشر والإعلان مسقط ٢٠٠٥م
شاهد ايضا
نص اثرائي الکاتب الکبیر: طه حسین لمادة اللغة العربية للصف الثاني عشر الفصل الدراسي الثاني
نص اثرائي انشودة المطر لمادة اللغة العربية للصف الثاني عشر الفصل الدراسي الثاني
الرابط المختصر للمقال: https://zadelm.com/?p=31720