نص درس الاستماع طفلة من القطب الشمالي لمادة اللغة العربية للصف السادس الفصل الدراسي الثاني

نص درس الاستماع طفلة من القطب الشمالي لمادة اللغة العربية للصف السادس الفصل الدراسي الثاني لمنهج سلطنة عمان
طفلة من القطب الشمالي
صباح الخير! أنا ((كاري))، أبلغ من العمر أحد عشر عاما، وأعيش في ((لابونيا)). والداي يربّيان غزال الرنّة، ويملكان
قطيعا منها، هناك على مسافة ثلاثمائة كيلومتر من الدائرة القطبية الشمالية.
يقول النرويجيون إنّنا نقطن منطقة ((فينمارك))، لكن موطننا يحمل أكثر من اسم: فهو النرويج وفتلندا والسويد
وروسيا؛ بما أنّه يمتدّ شمال هذه الدول الأربع. وبلادي فيحاء بيضاء يغطيها الجليد، تغرق في الظلام شتاء، وتزهو
بشتّى الألوان صيفا، في نهار لا ينتهي! إنّه بلد أهله حرّة قلوبهم، وفيّة ضمائرهم، إنّه ((لابونيا))!
نؤلّف مع أعمامي وعمّاتي وإخوتي وأخواتي وأبناء عمومتي وبناتهم جميعا أسرة واحدة متماسكة، نعيش طوال فترة
الثلوج مجتمعين، قريبا من القرية في فرجة بين بين الجبال البيضاء تتوسّط الأشجار المفضّضة على ضفاف نهر
((ألتا)) المتجمّد. بيوتنا الخشبيّة في ألوان قوس قزح: فبيتنا أحمر وبيت عمّي أصفر في لون الشمس، وبيت عمّتي
كأعشاب المراعي الصيفيّة الممتدّة على ساحل البحر.
أمّا جدّتِي ((أنّا ماريًا))، فبيتها فيروزيّ اللون، وهو لون البحيرات حين يذوب الثلج في شهر يونيو.
لم نتخل عن تقاليدنا في الترحال صيفا وشتاء، فحياتنا كلها محكومة بهجرتين اثنتين لقطعان الرنّة. نحن الآن
في فصل الربيع، والربيع عندنا يعني عودة الشمس وانطلاق الرنّة نحو ساحل المحيط؛ فمنذ القديم تعيش الرنّة
على هذا النسق: تقض الشتاء في المناطق الداخليّة حيث تتغذّى على الأشنة (مادة نباتية تلتف على الشجر،
عطرة بيضاء دقيقة هو المعروف بشيبة العجوز)، وتهاجر صيفا إلى ساحل البحر فرارا من سحب الحشرات التي
تغزو السهوب. أمّا نحن فنتبعها. وينبغي أن نكون على استعداد وفي انتظار لحظة رحيلها، حينها يسود القرية جوّ
من الحركة العجيبة، وتمتلئ الحياة حبورا وسعادة واحتفاء بالرحيل القادم وعودة النور …
كريستيان دريو كاري
(طفل لابونيا)
شاهد ايضا