غذاء وصحة

مفهوم الصحة

مفهوم الصحة

مما لا شك فيه أن الصحة في جوانبها المختلفة مهمة للحياة الإنسانية، وأن بلوغ الإنسان أعلى مستوى صحي ممكن هو هدف اجتماعي بالغ الأهمية، وأن حفظ صحة البشر وتعزيزها يعتبر
مطلباً أساسيا لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية وللمساهمة في تحسين نوعية الحياة، والصحة مسؤولية مشتركة بين جميع أفراد المجتمع (حكومات، مؤسسات، جمعيات .. ،) بل أصبح الناس أنفسهم شركاء كاملين في عملية الحفاظ والنهوض بالصحة من خلال التركيز على أنماط الحياة الصحية، وتعزيز معلوماتهم وتشجيع سلوكياتهم الصحية والابتعاد عن السلوكيات المضرة بها، وبالتالي تنمية قدرات الأفراد البدنية والذهنية إلى أقصى حد والسماح
لهم بحياة ناجحة اجتماعيا واقتصاديا في انسجامهم مع بيئتهم.
وقد عني الإسلام منذ القدم بالإنسان روحا وجسما عناية فائقة، واهتم بصحته وسلامته وقوته لأنه خليفة الله في أرضه، وهذه الخلافة تحتاج إلى سلامة العقل وصحة البدن وصفاء الروح، لذا حرص الإسلام على الصحة وجعلها مطلبا ضروريا لكل مسلم.


أولا- المفهوم الشامل للصحة

إن للصحة مفاهيم متعددة، ارتبط البعض منها بصحة الفرد في حين ارتبط البعض الآخر بصحة المجتمع أو صحة البيئة التي يعيش فيها الفرد، وقد ارتبط ظهور هذه المفاهيم بتطور مضمون الصحة على مدى التاريخ، لكن هيئة الصحة العالمية عرفت مفهوم الصحة على أنه:

حالة السلامة والكفاية البدنية والعقلية والاجتماعية الكاملة وليست مجرد الخلو من المرض أو العجز.
وفي حقيقة الأمر أن التعريف السابق يفتقد إلى جانب مهم جدا وهو الجانب الروحي، كما أنه لا يشير إلى أن الصحة لابد من أن تكون مثالية ومتكاملة لأن ذلك يضعها في مستوى نادراً ما يتوافر، ومع ذلك نجد أن الدول المتقدمة تنظر إلى الصحة المثالية باعتبارها هدفا بعيد المدى لبرامج وأنشطة تسعى إلى تحقيقها، في حين أن ما تسعى إليه الصحة هي تحقيق الجانب الإيجابي أي توافر طاقة صحية إيجابية تمكن الفرد والمجتمع من مواجهة المشكلات والمؤثرات
سواء كانت جسمية أو نفسية أو اجتماعية دون ظهور أي أعراض أو علامات مرضية وبالتالي
نستطيع أن نستخلص مواصفات الصحة الجيدة وهي كالتالي:

١-السلامة:
الخلو من الأمراض والعاهات، لكن هذا الخلو يفتقر إلى طاقة إيجابية من الصحة تقيه المؤثرات وتمكنه من مواجهة المشكلات البدنية أو النفسية أو الاجتماعية دون ظهور أعراض مرضية، فالإنسان هنا يخلو من الأمراض لكنه معرض للإصابة بأي مرض إذا توافرت له الأسباب.
٢- الكفاية البدنية:
سلامة أجهزة الجسم وتناسق وظائف الأعضاء وتكيفها مع البيئة المحيطة بها.
٣- الكفاية العقلية والنفسية:
سلامة النفس وانخفاض الاضطرابات العقلية والانفعالات والأحاسيس بدرجة تمكن الفرد من التوافق مع نفسه وإمكانياته والعمل على تنميتها بحيث يضع ذاته ضمن إطار معين يتلاءم مع الواقع، والشعور الواضح لشخصيته وتأثيرها على كل من يحيط بها.
4-الكفاية الاجتماعية:
قدرة الفرد على التفاعل والاستجابة الإيجابية مع الآخرين من خلال إقامة العلاقات الشخصية والاجتماعية القائمة على تحقيق الأهداف المشتركة وفق معايير السلوك الإنساني الخاصة بكل مجتمع .
5- الكفاية الروحية:
السعي وراء تكوين النفس المطمئنة من خلال استيعاب خصائص طريق الفلاح التي يتحقق بها تلاؤمه ورضاه وتفاعله مع المجتمع الذي يعيش فيه، والاعتقاد بأن تحقيقها يصل إلى إرضاء الله تعالى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Alert: Content is protected !!