حل اسئلة درس النقرات الثلاث لمادة اللغة العربية لغتي الجميلة للصف السادس الفصل الدراسي الاول

17 سبتمبر، 2023

0 728 3 دقائق

اجابات وحل اسئلة درس النقرات الثلاث لمادة اللغة العربية لغتي الجميلة للصف السادس الفصل الدراسي الاول لمنهج سلطنة عمان

كانَ ( ماركوني) فتى شابا في السابعة والعشرين من العمر ، وما كانَ علماء عصرِهِ لِيُصدِّقوا أَنَّ مخترعًا فتيا مثلَهُ قادرٌ أَنْ يُحقِّقَ ما فشلوا هم في تحقيقه خلال سنوات من البحث والتجارب. لكنَّ ( ماركوني) كانَ فتى عنيدا، ولم يقم لشكوكهم وزنًا، بل باشر تجاربه العظيمة محاولا التمكن في يوم من الأيام من إرسال رسالة صوتية عبر المحيط الأطلسي، من أوروبا إلى أمريكا، وكان (ماركوني واثقا بأن ذلك الهدف أصبح قريب المنال، لا يفصله عنه سوى جُهْد أكثر، وعزيمة أكبر.

اختار (ماركوني) مكان الإرسال المناسب على ساحل قرية في إنجلترا، أما استقبال الرسالة فسيكون في الضفّة الأخرى من المحيط الأطلسي على الساحل الأمريكي، وقد أعد ماركوني) كل شيء لنجاح تجربته.

جلس (ماركوني) مدة نصف ساعة بالقرب من جهازه اللاقط (جهاز بسيط يتألفُ من رابط وبطارية وهاتف لاقط)، جلسَ مُصغيًا بكلِّ ما أُوتِيَ من قوة، من دونِ أَنْ يَسْمَعَ شيئًا، واشتدَّ قلقه واضطرابه وهو ينتظرُ نتيجة التجربة النهائية لجهازه اللاسلكي الذي صممه بعد سنوات من البحث والاجتهاد.

مَضَتْ دقائق شبيهة بالسنوات وماركوني) جالس لا يتحرك، ولا يكادُ يُسْمَعُ لَهُ همس، وقد تركز شعوره في السماعة المثبتة على أُذُنِهِ، الموصولة بالجهاز الموضوع على المنضدة أمامه.

لقد ثبت بالجهاز سلكًا امتد عبر نافذة المختبر ليصل إلى طائرة من ورق تتأرجح في الجو مع الريح. إنَّهُ ينتظرُ والخوفُ يملأُ قلبه.

فجأةً، انبسطت أسارير وجهه، وافتر ثغره عن ابتسامة رقيقة، ثم مد يده المرتجفة إلى مساعده الجالس بجانبه، وقالَ لهُ في لهجةٍ تَدُلُّ على الفرح: «اسمع اسمع معي، لقد سَمِعْتُ نقرات ثلاثًا خافتةً في آلة الالتقاط، هل تسمعُ أنتَ ذلك؟ أخشى أن لا يكون الأمر حقيقيًا …. ثبت مساعدة السماعة بسرعة، وأنصت باهتمام، ثم وقف ضاحكا وهو يقولُ: «كلا يا (ماركوني)، ليس ما سمعتَ وَهُما ، هي الحقيقة بعينها، إنَّها النقراتُ الثلاث المتفق عليها».

وهكذا، وبعد التأكد من صحة النقرات المرسلة عبر الجهاز، استطاع (ماركوني) لأوّل مرّةٍ في تاريخ البشرِ أنْ يَنْقُلَ رسالة صوتية باللاسلكي عبر المحيط الأطلسي. وهذه الرسالة لم تكن سوى تلك النقرات الثلاث التي اتفق عليها لتجرُبَةِ جهازه العجيب مع جماعة من العلماء، كانوا في تلك الساعة مجتمعين يُراقبون انتقال الرسالة عبر الجهاز في مكان تبعد عنه مناتُ الأميال.

ومن دون أن يَشْعُرَ، قفزتْ دمعة فرح من عيني (ماركوني) المخترع الشاب، وأخذته نشوة عارمة، فراح يقفِرُ فَرَحًا وسرورًا. تريث ( ماركوني) ثلاثةَ أَيَّامٍ قبل أنْ يُذيعَ الخبر. وكتبت أشهر الصحف آنذاك :

إِنَّهُ لَيصعُبُ علينا اليوم أن نقدّر المتاعِبَ الجمّةَ التي أحاطت بولادة اللاسلكي؛ فقد أصبح جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية، حتى غدا من الأمور العادية التي لا تثير الدهشة والاستغراب. أنَّ هذا الاختراع الذي بدأ جهازًا لتبادل الإشارات بين السفن نما وتطوّر، حتى أصبح مذياعا، وجهاز تلفاز، وهواتف محمولةً، وأقمارًا صناعيةً، والفضل في ذلك يعود إلى شاب إيطالي اسمُهُ (ماركوني) راودَهُ حُلْم بيت الرسائل اللاسلكية عبر المحيط الأطلسي فتحقق حُلْمُهُ، وفتح بابا شاسعًا أمام البشرية للتواصل بطرقٍ أسهل وأسرع مما كان سائدا قبلَهُ.

ج ج باكسون، موسوعة مشاهير العالم ج1 :

ترجمة فريد حمدان (بتصرف)

حل الاسئلة: