تقرير عن بلدة مسفاة العبريين بولاية الحمرا بسلطنة عمان
نقدم لكم تقرير عن بلدة مسفاة العبريين بولاية الحمرا بسلطنة عمان
قرية مسفاة العبريين موقع تسفيه الرياح يمنة ويسرة. ومياه تنحدر من قمم الجبال لها خرير يسمع من بعيد. وقمم تحيل ما تحتها سهولا ومنحدرات على مد البصر أغرت أوائل من اكتشف المكان فكانت جارة الجبل. مسفاة العبريين.
واحدة من الوجهات السياحية التراثية المميزة في محافظة الداخلية. واحة جميلة بمدرجاتها الزراعية يسميها البعض واحة الجبل. قرية أثرية ثرية بإرثها وتراثها ونمط بنائها. الباحثون يرجعون تاريخها إلى أكثر من الف سنة. يستدلون في قولهم الى شواهد وكتابات على الصخور.
مسندة ظهرها إلى الجبل ومندمجة معه حتى ان بعض جدران بيوتها جزء من الجبل ذاته أي أن الجبل يكون الجدار الرابع لبعض بيوت الحارة وامامها النخيل باسقات. فالبيوت يرتفع كثير منها لأكثر من طابقين وهي القائمة على مرتفع صخري ما يزيدها مهابة وجمالا تزينها الأبواب الخشبية والنوافذ الطولية الواسعة تستقبل أشعة الشمس الوافرة, ونسيم الجبل العليل.
من الشمال يحدها وادي الساحة. من شمال الشرق وادي بن عوف. من شمال الغرب وادي بن غافر. ويفصل ما بينها الجبال,
ان مسفاة العبريين تمثل متحفا بيئيا مفتوحا تمنح زائرها فرصة معايشة البيئة العمانية القليدية بنمط عيشها وطريقة بناء منازلها, وممارسة الحياة اليومية لساكنيها ونشاطهم اليومي. والفلج المنحدر من الاعلى يسابق الجاذبية حتى يلقي بثقله في حوض كبير, يتوسط مزارع البلدة, يهدئ من روعه, ثم يواصل المسير الى مزارع النخيل, ومدرجات مزروعة باصناف الخضروات والفواكه وفق تقسيم محكم. طوعوا البيئة الجبلية الصعبة فكانت سهلاً لسكناهم, ومسطحات مستوية لمزروعاتهم.
للحارة مرافق عامة فهناك اكثر من مسجد اكبرها المسجد القديم المسمى مسجد العقبة وبقربه مدرسة القرآن الكريم وفي الجوار مجلس القرية العام. وليس ببعيد تقف شامخة قلعة روغان التي اختار لها أهالي المسفاة موقعاً يكشف ما يحيط بقريتهم يراقب الداخل والخارج.
لمسفاة العبريين ثلاثة مداخل, وهي طرق ربط رئيسية مع قرى مجاورة, فصباح السور مثلا هو عادة مدخل للقادمين من جهة الجبل, وقرى وادي السحتن, ووادي بني عوف وهو مخرج اليها ايضا, وداخل الحارة ذاتها بوابة قديمة تسمى الصباح, تؤدي الى ممر حجري يفصل بين البيوت المبنية بالحجر والصاروج, والمتجاورة مع بعضها كبناء متداخل تفوح بعبق التاريخ, وكثير منها لا يزال يضج بالصخب, ولهو الاطفال.
بيوت الحارة محتفظة بجمالها ورونقها, حية بسكنة اهاليها فما زال إغراؤها يغويهم عن مفارقتها, وما خلا منها وجد من يعتني بها نزلا تراثية في احضان طبيعة هادئة, فكانت مقصدا سياحيا مميزا للسائحين من داخل عمان وخارجها.
طبعا النزل التراثية عبارة عن بيوت قديمة تم ترميمها بشتى الوسائل وتم احضار المواد من السوق المحلي والسوق الخارجي.
الآن البيوت الجديدة يتم بناها بطرق حديثة بعكس هذه البيوت القديمة التي تكون بحاجة الى مواد غير متوفرة الآن .