حل اسئلة درس العالم اصغر من ذي قبل لمادة اللغة العربية للصف الخامس الفصل الدراسي الثاني
حل اسئلة درس العالم اصغر من ذي قبل لمادة اللغة العربية للصف الخامس الفصل الدراسي الثاني
نص الدرس
ضغْ كلَّ شيءٍ في مكانِهِ الصَّحيجِ، تعثرْ عليهِ بسهولةٍ.
هكذا رددَ الأبُّ (بيرنرز لي Bemers -Lee) لابنه الصغيرِ (ثيم Tim) في أوّل نصيحةٍ سمعَها
في حياتِهِ، فالأبٌُ (بيرنرز لي Berners -Lee) معروفٌ بدقُتِهِ في كلِّ شيءٍ.
ولمّ يكن الصَّغيرُ (تيم Tim) في حاجةٍ إلى هذهِ النَّصيحةِ؛ لذا فإنَّ الأبَ لمَ يقلْها إلا مرَّةُ واحدةً
فقدُ، فقدْ كانَ كلُّ شيءٍ في البيتِ مرتَبًا بدقّةٍ متناهيةٍ.
وعندما دخلَ الطَّفلُ (تيم Tim) مكتبةَ أبيهِ الضَّخمةَ لأوّلِ مرّةٍ، أصابتهُ الدهشةُ: فهيَ مكتبةٌ
مرتبةً بشكلٍ هندسيٌّ، يُمكنُ مِنْ خلالِهِ العثورُ على أّ كتابٍ في دقائقَ معدودةٍ.
لكنّْ بعدَ أنْ مرّتِ الشُّهورُ، سالَ الابنّ أباه: كيفَ يمكنُ ترتیب کلِّ هذهِ الکتبِ دون خطا
واحد؟
أشارَ الأبُ إلى شيءٍ ضخمٍ
أشبه بدولاب من الحجمِ
الکبیر، وقالَ:
- بفضلٍ هذا الحاسوبِ … إنَّهُ
ينلمُ كلَّ شيءٍ.
وكانَت أوّلُ جملةٍ ردَّدَها
الصَّغيرُ هيَّ: “هذهِ غابةٌ من
الكتب.
وكانَ النَّساولُ: كلَّ شيءِ؟!
نعمّ؛ كانَ الحاسوبُ في ذلكَ الزمنِ الَّذي بلغَّ فيهِ الطَّفلُ (تيم Tim) العاشرةَ، عامَ ١٩٦٥م،
عبارةً عنْ جهازٍ ضخم، أقربَ إلى الخزانةِ الضَّخمةِ، وذلكَ قبلَ أنْ ينجحَ العلماءُ في تصغيرِهِ
لدرجةِ أن أصبحَ الآنَّ مثلَ حجمٍِ كفْ طفلٍ صغیرٍ.
ومندُ ذلكَ اليومِ، تولَّدَتْ صداقةً بينَ (تيم Tim) والحاسوبِ، كانَ الطفلُ كلَما كَبِرَ، اخترعَ
العلماءُ أجيالاً جديدةً أصغرَ حجمًا مِن الحاسوبِ، حتَّى أنَّ (تيم Tim) رددَ يومًا:
- عجبًا لكَ يا صديقي، كلّما كَبِرّتُ أنا، صِرْتَ أنتَ صغيرًا!
عَرَفَتْ هذهِ الصَّداقةُ لغةٌ حميمةٌ بينَ الاثنينِ، وصارَ همُّ (تيم Tim) أن يقومَ بتخزينِ كلِّ ما
في مكتبةِ أبيهِ منّ معلوماتٍ، ولاحظَ أنَّهُ كلّما صَغُرَتِ الأجهزةُ، اكتسبَتْ كفاءةٌ أكبرَ في تخزینِ
المعلومات.
وعندما تخرّجَ (تيم Tim) في جامعةِ أكسفورد عامَ ١٩٧٦م، نجحَ في تخزينِ مكتبةٍ أبيه. وفي
يومٍ مِنَ الأيّامِ قالَ (تيم Tim) لصديقِهِ (شون):
- لماذا لا تتبادلُ المعلوماتِ، خذْ ما لديَّ مِنْ معلوماتٍ، ثمَّ ضعها في حاسوبِكَ.
وهكذا بدأَت دائرةُ تبادلِ المعلوماتِ تتَّسِعُ بينَ الأصدقاءِ الذين عشقوا علمَ الحاسوبِ منذُ
الصّفَرِ.
ولمّ يكنّ (تيم Tim) يغادرُ مَعْمَلَهُ کثيرًا، وهو يُغذِّي (الكمبيوتر) بالمزيدِ من المعلوماتِ، والعملِ
على زيادة المشاركينَ في دائرتِهِ.
ولمّا اتسعَتْ هذه الدائرةُ، ووصلَتْ إلى بلدانٍ عدَّةٍ اقترحَ (تيم Tim) تسميتها ب(الإنترنت).
وقدّ توصّلَ (تيم Tim) إلى طريقةٍ علميَّةٍ بالغةِ التَّعقيدِ، يتمُّ فيها ترتيبُ المعلوماتِ وتخزينُها
مثلَما يَحْدُثُ في مُخَّ الإنسانِ.
وفي إحدى المحاضرات قالَ (تيم Tim): - خلقَ اللهُ المخَّ البشريَّ منظَّمًا، كأنَّ فيهِ لكلِّ معلومةٍ منطقةٌ خاصّةً بها.
وبدأَ في عملِ المواقعِ على شبكةِ المعلوماتِ الجديدةِ، التي سُرعانَ ما بدأَتْ تنتشرُ داخلَ
الجامعات والمؤسسات.
وطوّرَ (ثيم Tim) المواقعَ، بحيثُ يَسْهُلُ العثورُ عليها وإرسالُها إلى المشتركينَ في الشبكةِ،
كانَ كلُّ شيءٍ يتحرَّكُ بسرعةٍ، حتى أنَّ أحدَ الأصدقاءِ، صاحَ مدهوشًا:
- انظروا! المعلوماتُ تتدقْقُ في الشبكةِ أقوى وأسرعُ منْ تساقطِ المياهِ في الشلالاتِ!
وصارَ عنْ طريقِ هذا التطوّرِ في إمكانِ الناس أنْ يتّصِلَ بعضُهمٌ ببعض.
وفي عام ١٩٨٩م أعلنَ (تيم Tim) عن ابتكارِ مشروعِ الروابطِ الذي يُمكّْنُ الأشخاص من تبادلِ
المعلوماتِ في مناطقَ مختلفةٍ مِن العالَمِ.
وصارَ العالمُ بذلكَ أصغرٌ من ذي قبلُ في تطوّرِهِ وتقارُبِهِ.
محمود قاسم*، مجلة العربي الصغير
(بتصرف).
حل الدرس
شاهد ايضا
