ملخص وشرح درس على قمة الجبل لمادة اللغة العربية للصف السادس الفصل الدراسي الثاني
![](https://zadelm.com/wp-content/uploads/2025/02/image-14.png)
ملخص وشرح درس على قمة الجبل لمادة اللغة العربية للصف السادس الفصل الدراسي الثاني
نص الموضوع:
في قريتنا نتعلَمُ منذُ الصّغرِ أمورَ الفلاحةِ، وصعودَ النخيلِ، وكيف نقيسُ أثرَ الظلِّ، ومتى يكونُ موعدُ ماءِ الفلجِ حاضرًا، نقتربُ كثيرًا من الأرض؛ من طينِها وحشائشِها وحشراتِها، نحرُتُها ونقلّبُ تربتَها، نمشي في مائِها، ونقطفُ من ثمارِها، ونستظلُّ بظلالِها، ثمّ نحفظُ مطالعَ النجومِ في ليلها، ونستمعُ إلى حفيفِ أوراقِ أشجارِها في العتمةِ.
كنّا نذهبُ معًا في مواسمِ القيظِ إلى جني ثمارِ النخيلِ، أنا وعمّي وزوجتُه، وأُمَي وإخوتي الصغارُ، كنتُ أصعدُ إلى النخلةِ وأجزُّ العذوقَ، وأرْميها، وهم يتولَّون جمعَها وخرطَها، ولملمةَ ما تناثرَ على الأرضِ. ذاتَ يومٍ، قلتُ لعمّي سعيدٍ: – غايتنا .. فقهقة عمّي وقالَ: – زِمْ زادَك.
ثمّ عُدْنا إلى رحلاتِنا السابقةِ في الجبالِ، نشاهدُ الوعولَ في الوديانِ، نصعدُ القممَ ونشربُ من المياهِ العذبةِ التي تنبُعُ من تحتِ الصخورِ، وكنّا نعودُ بشتّى أنواع الحشائش والأعشاب والزهورِ؛ بعضُها للعلاج، وبعضُها للعطورِ، وبعضُها الآخرُ يُعطي الأكلَ مذاقًا لذيذًا.
عندَما عُدْنا إلى نزهاتِنا في الجبالِ، شَعَرْتُ أنَّ كلِّ شيءٍ خفَّ إلى استقبالِنا مُرحّبًا؛ خريرُ المياهِ بينَ الحصى والصخورِ، أشجارُ العُسبقِ تَعْزِفُ بأصابِعها النحيلةِ متمايلةً مع الرّيحِ، زهورُ شجرٍ القَفْصِ تتأرجحُ مثلَ أجراسٍ صغيرةٍ، النحلُ الطائرُ من أزهارِ الأرضِ إلى خلاياه المعلّقةِ في أعالي الجبالِ، الحيواناتُ الحذرةُ التي تُطِلُّ من جحورِها ثمَّ تختفي خائفةً …
كانتْ وِجهتُنا هذهِ المرّةَّ قمّةَ الجبلِ، وكنتُ خلفَ عمّي (سعيد) أقتفي خُطُواتِهِ، وأتعلَّم منه حُبَّ الطبيعةِ التي وهبَها اللّهُ لنا. كان عمّي يمشي أمامي منكّسًا رأسَه، مراقبًا موضعَ خطواتِهِ، ويتحدَّثُ بصوتٍ خافتٍ لكنّه قريبٌ: «دعْ عَينَيْك للبعيدِ، واتركْ أُذنَيْك للقريبِ، ابحثْ عن مصدرِ الصوتِ ببصرِك، وكنْ دائمًا على أتمَّ الاستعدادِ».
**كانَ يصعدُ إلى الأمامِ خُطواتٍ ثمَّ يقفُ، يُراقبُ الأَماكنَ،
يتأمَلُ الكهوفَ والمغاراتِ، ثمّ يصعدُ ثانيةٌ، يتوقَّفُ ليستريحَ من دونٍ أنْ يجلِسَ، ينظرُ إلى الأسفلِ، يسألُني إنْ كنتُ قد تعبتُ، ثمّ يُعاودُ التقدّمَ.
إنَّ الصعودَ إلى قمّةِ الجبلِ أمرّ شاقٌّ وصعبٌ، فهيَ عاليةٌ جدًّا، ومن فوقِها رأيْتُ القرى البعيدةَ، ورأيتُ جبالاً أخرى قريبة منّي، وهناكَ في القمّةِ كانت نسماتُ الهواءِ نقيّةٌ باردةٌ ولطيفةً في تلكِ الساعاتِ من النهارِ.
وعلى القمّةِ، شجرةُ سُمرٍ وحيدة، وبالقربِ منها ينبعُ الماءُ من صخرةٍ متدفّقًا نازلاً على الصخرِ حتّى يتجمّعَ في بركةٍ صغيرةٍ. سألْتُ عمّي متعجّبًا: “كيفَ يبقى الماءُ في أعلى القمّةِ، ومن أين يأتي؟” كانَ جوابُه بأنَّ مخازنَ الماءِ في الجبالِ كثيرةٌ، وأنَّ عروقَ الأرضِ بالداخلِ – مثلُ سواقي الأفلاجِ- تأخذُ الماءَ من أماكنَ بعيدةٍ وتأتي به إلى هذه العينِ وغيرِها المنتشرةِ في الجبالِ … أعجبني تفسيرُه … نظّفتُ بِركةَ الماءِ من الطحالبِ التي تُغطَّي سطحَها، ثمَّ ملأتُ القِربةَ وعلّقْتُها على السّمرةِ.
مشَيْتُ حافيًا ناحيةَ البِركةِ، تجذِيُني الزُّرقةُ وهذا الماءُ الباردُ، قَفَزْتُ إلى وَسَطِ (الجابيةِ)(*)، شهَقْتُ من برودتِها، كانت برودةُ الماءِ تزدادُ كلّما تعمّقْتُ إلى الداخلِ.
المبيتُ في قمّةِ الجبلِ مختلفٌ عن المبيتِ في أيّ مكانٍ آخرَ؛ الهواءُ باردٌ ونقيٌّ، شعرتُ بأنّني معلّقٌ في الفضاءِ، رأيتُ الأشياءَ في الأسفلِ صغيرةً جدًّا، لكنَّ السماءَ فوقي كانت واسعةً وعظيمةٌ. استلقيتُ بعد العشاءِ فاتحًا عينَيَّ على النُّجومِ، أستمعُ إلى حكاياتِ عمّي إلى أن غرقتُ في نومٍ عميقٍ.
ملخص النص:
يتحدث النص عن ذكريات الطفولة في القرية، حيث يتعلم الأطفال منذ الصغر أمور الفلاحة وصعود النخيل وقياس الظل ومواعيد ري المزارع. الكاتب يصف علاقته الوثيقة بالأرض والطبيعة، من خلال العمل في الحقول وجني الثمار والتجول في الجبال. كما يذكر رحلاته مع عمه سعيد إلى الجبال، حيث يتعلم حب الطبيعة ويستمتع بجمالها، ويصف مشاهدته للحيوانات والينابيع العذبة. النص يعكس ارتباط الإنسان بالأرض والطبيعة، وكيف أن هذه التجارب تُعلّم الصبر والاستمتاع ببساطة الحياة.
شرح النص:
- الفلاحة: الزراعة والعناية بالأرض والمحاصيل.
- صعود النخيل: تسلق أشجار النخيل لجني التمر.
- قياس أثر الظل: تحديد الوقت أو الاتجاه باستخدام الظل.
- موعد ماء الفلج: وقت وصول المياه إلى المزارع عبر القنوات المائية التقليدية.
- حشراتها: الكائنات الصغيرة التي تعيش في الأرض.
- نحرتها: حرث الأرض وإعدادها للزراعة.
- مطالع النجوم: ظهور النجوم في السماء ليلًا.
- حفيف أوراق الأشجار: صوت تحرك الأوراق بسبب الرياح.
- جني الثمار: قطف الفواكه من الأشجار.
- خرطها: تنظيف التمر من العذوق (الأغصان).
- الوعول: نوع من الحيوانات البرية التي تعيش في الجبال.
- خرير المياه: صوت تدفق المياه بهدوء.
- العُسبق: نوع من الأشجار.
- القفص: نوع آخر من الأشجار.
- الجابية: بركة ماء صغيرة.
معاني المفردات:
- الفلاحة: الزراعة والعناية بالأرض.
- الظل: المنطقة المظللة بسبب حجب الضوء.
- الفلج: قناة مائية تقليدية لتوزيع المياه.
- الطين: التربة الرطبة.
- الحشائش: النباتات الصغيرة.
- العذوق: أغصان النخيل التي تحمل التمر.
- الخرط: تنظيف التمر من الأغصان.
- الوعول: حيوانات برية تشبه الماعز.
- الخرير: صوت الماء الجاري.
- النحل: حشرات تنتج العسل.
- الجحور: أماكن اختباء الحيوانات.
- السمر: نوع من الأشجار.
- الطحالب: نباتات مائية صغيرة.
- القربة: وعاء لحفظ الماء.
أسئلة وأجوبة:
- ما الذي يتعلمه الأطفال في القرية منذ الصغر؟
- يتعلمون أمور الفلاحة، وصعود النخيل، وقياس الظل، ومواعيد ري المزارع.
- ما هي الأنشطة التي يقوم بها الكاتب في الحقول؟
- يحرث الأرض، ويلعب بالطين، ويمشي في الماء، ويقطف الثمار، ويستظل بظلال الأشجار.
- من كان يرافق الكاتب في رحلات جني الثمار؟
- كان يرافقه عمه سعيد وزوجته، وأمه وإخوته الصغار.
- ما الذي تعلمه الكاتب من عمه سعيد؟
- تعلم حب الطبيعة، وكيفية الاستماع للأصوات، ومراقبة البيئة من حوله.
- ما هي المشاهد التي وصفها الكاتب في الجبال؟
- وصف الوعول في الوديان، والمياه العذبة، والأعشاب والزهور، وخرير المياه، وأشجار العُسبق.
- كيف كان شعور الكاتب عند الصعود إلى قمة الجبل؟
- شعر بالتعب بسبب صعوبة الصعود، ولكن استمتع بالمنظر الجميل والهواء النقي.
- ما الذي تعلمه الكاتب عن مصادر المياه في الجبال؟
- تعلم أن مخازن المياه في الجبال تأتي من عروق الأرض الداخلية، مثل سواقي الأفلاج.
- ما هي المشاعر التي شعر بها الكاتب أثناء المبيت في قمة الجبل؟
- شعر بالهدوء والارتباط بالطبيعة، ورأى السماء واسعة والنجوم متلألئة.
تحليل النص:
النص يعكس قيمًا تربوية وبيئية، حيث يُظهر أهمية التعلم من الطبيعة والاستمتاع ببساطة الحياة. الكاتب يستخدم وصفًا تفصيليًا لجمال الطبيعة، مما يعطي القارئ شعورًا بالارتباط بالأرض والبيئة. كما يبرز دور الأجداد والكبار في تعليم الصغار حب الطبيعة واحترامها. النص يُعتبر دعوة للعودة إلى الجذور والاستمتاع بالحياة البسيطة بعيدًا عن تعقيدات المدنية.