مصدر المعرفة عند البرجماتيين (المذهب البرجماتي)
ازدهر التيار البرجماتي في الولايات المتحدة بوجه خاص في أواخر القرن الماضي وبدايات القرن العشرين.
معنى البرجماتية: كلمة برجماتية pragmatism مشتقة من الكملة اليونانية pragma ومعناها العمل أو الفعل، وأول من أدخلها إلى الفلســفة هو الفيلسوف الأمريكي «تشــارلز بيرس» (١٨٣٩ – ١٩١٤) في مقالة له بعنوان: «كيف نوضح أفكارنا» وقد أطلق على الفلســفة البرجماتية عدة أســماء مثل فلسفة الذرائع أو الوظيفية أو الأداتية.
ويقول «بيرس»: إن معرفة أي شيء تعني معرفة آثاره العملية في الحياة.
مثال: معرفتنا للكهرباء تتمثل في تتبع منافعها العملية في حياتنا (من إضاءة، تشغيل أجهزة) رغم أنها في ذاتها قوة غامضة لانعرف حقيقتها.
ومن أشهر فلاسفتهم:
ولم جيمس (م١٩١٠ – ١٨٤٢) W.James
وهو أشــهر الفلاســفة البرجماتيين، حيث ذاع المذهب البرجماتي على يديــه، واكتمل في صورته الواضحة وخاصة فيما يتعلق بالحقيقة في كتابه المشهور «البرجماتية» Pragmatism عام ١٩٠٧.
جون ديوي(١٨٥٩ -١٩٥٢م)
وهو مؤسس الصورة الجديدة للبرجماتية، المسماة الذرائعية، وتعرف الصورة الجديدة للذرائعيةعنده بالأداتية أو «المذهب الطبيعي للإنسان» ويؤكد ديوي على دور التربية في تحسين أوضاع المجتمع.
المبادئ الأساسية لنظرة المعرفة عند البرجماتيين:
١ – تتفق البرجماتية مع الاتجاه التجريبي في عدة نقاط أهمها:
أ – ارتباطها بالواقع الخارجي.
ب – استقلال الموجودات عن العقل.
٢ – اختلفت البرجماتية عن الاتجاه التجريبي في أنها طورت النظرة إلى المعرفة بأن جعلتها نظرة إلى المستقبل لا إلى الماضي فبدلا من أن تهتم بتحليل التجربة والمعرفة وردها إلى أصولها الأولى، ، كمــا فعل «لوك» و «هيــوم»، وجهت اهتمامها إلى ربط المعرفة بعالم التجربة من حيث النتائج لامن حيث النشــأة، لذلك لا تســأل البرجماتية «كيف تنشأ المعرفة أو الأفكار» وإنما تهتم بأكثر بالسؤال عن النتائج العملية المترتبة على هذه الفكرة أو تلك في عالم الواقع.
٣ – المعرفة لا تقوم على ٍ معان عقلية ثابتة أو تصورات قبلية أو فطرية، ولذلك تنكر البرجماتية وجود حقيقة مطلقة الصدق، فالإنســان هو الذي يصنع الحقيقة، وهي تتغير بتغير الإنسان وتغير الزمان والمــكان ومرحلة التقــدم العلمي، وقد تصبح حقائق اليوم خطأ في المســتقبل من خلال تقدم مراحــل البحث العلمي، لذلك يقول البرجماتيون إن الحقيقــة عملية جارية التكوين وفي تغير مستمر والحقيقة تقررها التجربة ولا توجد حقائق مستقلة عنها.
٤ – القيمة الحقيقية للفكرة البرجماتية تتمثل في نتائجها العملية بمعنى أن الحق أو الصدق لا يكون فــي عبارة مــا قبل اختبارها في الواقع وظهــور أثرها النافع، فنقول عن فكــرة ما إنها حق لأنها نافعة.
والمقصود هنا المنفعة العامة لأفراد المجتمع لا المنفعة الشخصية أو الفردية.